أكاديمية العلوم الروسية
معهد الآثار
مخطوطة : عبدالمسيح حنا بغدو
العنوان :
"تاريخ تطورالبحث الأثري في شمال شرق سورية"
العلوم التاريخية 06-00-07
الآثار
ملخص الأطروحة
للحصول على شهادة الدكتوراه
في العلوم التاريخية
موسكو
2010
جدول
بياني للمواقع الأثرية التي تم البحث فيها في محافظة الحسكة
بين عامي (1850- 2006م)
"تاريخ تطورالبحث الأثري في شمال شرق سورية"
فهرس المحتويات
- أهمية البحث
- أهداف ومسائل البحث
- المصادر
- الحداثة العلمية
- هيكلية البحث
- المقدمة
- -Iالفصل الأول - جغرافية الجزيرة السورية ( محافظة الحسكة )
- -IIالفصل الثاني - الأبحاث الأثرية في الجزيرة السورية منذ عام
(1850م) وحتى عام (1976م)
--IIIالفصل الثالث - نتائج الأبحاث الأثرية في الجزيرة السورية منذ عام
(1976م) وحتى عام (2006م)
--IV الفصل الرابع - أهمية حوض الخابور في التطور التاريخي والحضاري
في الجزيرة السورية
- الخاتمة
- المصادر والمراجع
"تاريخ تطورالبحث الأثري في شمال شرق سورية"
أهمية البحث :
تُّعد أراضي شمال شرق سورية ( محافظة الحسكة) المتوضعة في الجزء الشمالي
الغربي من بلاد مابين النهرين,من أكبر المحافظات السورية ,وإحدى أهم المناطق
كثافة بالمواقع الأثرية في العالم.
لقد بينت الأبحاث الأثرية بشكل عام, وخاصة خلال الخمسين سنة الأخيرة وجود
مؤشرات تواجد الإنسان في الجزيرة السورية منذ نهاية العصر الحجري القديم
الأدنى, وأن أول استقرار بشري في هذه المنطقة يعود إلى الألف الثامن ق.م
(قرى زراعية), واستمر حتى فترة الحضارة العربية الإسلامية.
أهداف ومسائل البحث:
إبراز الدور الحضاري للجزيرة السورية ( محافظة الحسكة) منذ آلاف السنين,
وتبيان ما قدَّمته من حضارات لعبت دوراً هاماً وكبيراً في تطور مختلف الثقافات,
فقد مضى مئة وخمسون عاماً على الأعمال الأثرية في هذه المنطقة. أي منذ عام
(1850م) وحتى الآن,ولا نملك عمل جامع عن تاريخ تطور البحث الأثري في
الجزيرة السورية بإستثناء بعض الأبحاث الأثرية الصغيرة, لذلك كان هدفنا إيجاد
عمل جامع عن الأبحاث الأثرية في الجزيرة السورية وتطورها, وذلك من خلال
دراسة العمل الأثري في هذه المنطقة,ومساره بشكل متدرج, و إخراج النتائج
حول تاريخ التطور الحضاري,اعتماداً على الاكتشافات التي توصلت إليها أعمال
التنقيب الأثري, ودراسات الباحثين, والعلاقة الوثيقة فيما بينها.
المصادر:
اعتمدنا في بحثنا على المصادر والمراجع التي صدرت عن البعثات الأثرية
العاملة في هذه المواقع, والتي نُشر معظمها في المؤلفات,والموسوعات,والمجلات
العلمية الدورية في سورية, وبلدان أخرى,إضافة إلى التقارير الدورية الشهرية
والسنوية الموجودة في المديرية العامة للآثار والمتاحف بدمشق, وفي دائرة آثار
الحسكة, وكذلك من خلال أعمال التنقيب التي شاركتُ بها مع العديد من البعثات
الأثرية,والجولات الميدانية على تلك المواقع,وعدا ذلك من اللقى الأثرية المكتشفة
والمتواجدة بشكل عام في متحف دمشق,وحلب,ودير الزور,ومتاحف عالمية
أخرى.
الحداثة العلمية:
ضَّم بحثنا المكتشفات والمسوحات الأثرية,والنتائج التي توصلوا إليها في الجزيرة
السورية,القديمة منها والحديثة, ودراسة تطورمنهجية علم الآثار في هذه المنطقة
من خلال الأبحاث و المكتشفات المنشورة والغير منشورة.
هيكلية البحث:
يتألف البحث من المقدمة, وأربعة فصول,وخاتمة, وملحقين يحتويان على
المصادر,والمصورات على شكل صور فوتوغرافية و خرائط جغرافية, وجداول
بيانية للمواقع .
المقدمة:
برز الجزء الشمالي الغربي من بلاد مابين النهرين مع تطور علم الآثار الشرقية,
حيث كثرت الاكتشافات الأثرية الكبيرة في هذه المنطقة ,وانتشرت بسرعة فائقة
منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي وحتى الآن.
-Iالفصل الأول - جغرافية الجزيرة السورية ( محافظة الحسكة ):
تتركز دراستنا في شمال بلاد مابين النهرين, وبشكل محدد في المنطقة السهلية
الواقعة مابين دجلة والفرات )منطقة حوض الخابور ), التي يحدها من الشمال
تركية, ومن الشرق العراق,ومن الغرب والجنوب وادي البليخ والفرات.
إنَّ أرض الجزيرة السورية محددة بشكل متميز بسطحها المتموج مع المنخفضات,
وأودية الأنهار أهمها مجرى نهر الخابور, ويظهر على السطح عدد من التلال و
المرتفعات أبرزها العارض الجبلي المتمثل في جبل سنجار , وجبل عبد العزيز
اللذين يقسمانها إلى بيئتين ثانويتين متباينتين في إطار البيئة الرئيسية هما: بيئة
الجزيرة العليا,وبيئة الجزيرة السفلى .
يغلب على هذه المنطقة المناخ المتوسطي,حيث الصيف الطويل الحار والجاف,
والشتاء البارد الماطر,حيث تصل أكبر كمية هطول من الأمطار حتى (450ملم
سنوياً) على المنطقة المحاذية للحدود السورية- التركية,وتقل نسبة هطول الأمطار
كلما اتجهنا نحو الجنوب (مدينة الحسكة ) لتصل إلى (250 ملم سنوياً) .
جغرافية الجزيرة و بيئتها المعطاءة جذبت إليها الشعوب منذ أقدم العصور للعيش
والاستقرار فيها, حيث أسسوا حضارات لعبت دوراً هاماً في تاريخ البشرية,هذه
الطبيعة المختلفة مكنتها من استعادة نشاطاتها بعد كل حرب مدمرة أو غزو
والجزيرة الحالية شاهد على النهضة الحديثة .
-IIالفصل الثاني - الأبحاث الأثرية في الجزيرة السورية منذ عام (1850م)
وحتى عام (1976م) :
بدأت الدراسات الأثرية لسهول الخابور مرحلتها الأولى في منتصف القرن التاسع
عشر الميلادي,من قبل الإنكليزي لايارد (Austen Henry Layard )
عام(1850م) في تل عجاجة ( ( Tell Agaga الذي يبتعد ( 30كم ) جنوب
مدينة الحسكة, و المتوضع على الضفة اليمنى لنهر الخابور بالكشف على بقايا
قصر يعود إلى الفترة الأشورية الحديثة,استطاع العالم ج. سميث
( (G. Smithاعتماداً على النصوص المسمارية بتعريف هذا التل الفخم بمدينة
شاديكاني (Sadikanni) المعروفة في الوثائق الأشورية, وكان هذا هو التل
الوحيد الذي أمكن معرفة اسمه الأصلي في منطقة الخابور, مما يعني بداية
التعرف على المدن القديمة.
وبين عامي (1911- 1929م) نقّب العالم الألماني أوبنهايم
(oppenheim. M.Von ), في تل حلف( ,( Tell Halaf المتوضع على
الضفة اليمنى لنهر الخابور,وعلى بعد/ 3كم/ جنوب غرب منطقة رأس العين,
استطاع من خلالها حصر فترتين رئيسيتين من الاستقرار في الموقع ,الأولى
تعود إلى الألف السادس ق.م, حملت هذه السوية اسم الموقع الذي أصبح مصطلحاً
لهذه الفترة,وكشف في السوية الثانية العائدة إلى الألف الأول ق.م على بقايا مدينة
جوزانا ( Guzana) الأرامية.
كما أجرى الفرنسي الأب بواد بارد) Poidebard ) بين عامي (1927-
1928م ) أول مسح أثري بالتصوير الجوي لمناطق البادية والفرات
والخابور,حدد فيه مواقع التحصينات الرومانية والعديد من التلال الأثرية,
بالإضافة إلى أعمال تنقيب في خربة صغيرة تقع إلى الشرق من تل براك
(Tell Brak) كشف في داخلها على بقايا كنيسة تعود إلى الفترة الرومانية
المتأخرة.
نتيجة الاكتشافات التي تحققت في تل عجاجة, وتل حلف, وماري, فكّر العالم
الأثري الإنكليزي مالوان (MAX. MALLOWAN ) بالمجيء إلى سورية
بهدف التعرف على هذه المنطقة, مما يعني أهمية هذه المنطقة وبلاد مابين
النهرين بشكل خاص ,والمشرق العربي بشكل عام, وفي عام (1934م) وصل
إلى الجزيرة, واختار العمل في تل شاغربازار( Tell Chagar bazar)
الواقع على وادي خنزير (W.kanzir ), كما أجرى في نفس الفترة أسباراً في
تل موزان (Tell Mozan) استنتج من خلال الكسر الفخارية المكتشفة في
الموقع أنها تعود إلى العصر الروماني لذا تابع أعماله في تل شاغر بازار,وتمكن
من التعرف في تل شاغر بازار على عدة سويات أثرية تم تأريخها ما بين الألف
الخامس والألف الثاني ق.م .
استطاع مالوان استناداً إلى ما اكتشفه في تل شاغر بازار أن يؤكد وجود صلات
وثيقة بين حوض دجلة والبحر الأبيض المتوسط من جهة, وبين بلاد الهلال
الخصيب والعالم الإيجي من جهة أخرى, وقد استدل من الرقم المسمارية التي
كشف عنها على وجود شعب شديد الاختلاط ماهر في صنع الأسلحة كان يعمل
بالزراعة.
تابع مالوان أعمال البحث في حوض الخابور متزامناً مع عمله في تل شاغر
بازار في موقع تل كرمير (Tell Germayir) الذي يبعد ( 4 كم ) إلى الغرب
من تل شاغر بازار,وذلك في عدة قطاعات,حيث تبين له أن الموقع كان موطناً
زراعياً,ظهر في العصر الحجري النحاسي,وهجر في بداية الألف الثاني ق.م.
كما أجرى مالوان عدة أسبار في تل عربيد (Tell Arbid) المتمركز على بعد
( 15 كم) شرق تل شاغر بازار, وأثبتت التنقيبات أن الموقع كان مركزاًحضرياً
هاماً خلال الألف الثالث والنصف الأول من الألف الثاني ق.م.
ثم انتقل مالوان من تل شاغربازار إلى تل براك,وقام بأعمال تنقيبية هامة جداً,
وذلك بين عامي (1937- 1939م), فحصل على نتائج هامة تمثلت في الكشف
على أكبر بناء معروف حتى الآن , وهو قصر الملك نارام سين الأكادي , وعلى
معبد العيون. وبأن الموقع لعب دوراً بارزاً في التطور الحضاري لهذه المنطقة
على مر العصور التاريخية.
تعتبر النتائج التي توصل إليها مالوان من خلال أعماله في الجزيرة السورية في
غاية الأهمية كونه استطاع وضع التسلسل الزمني لمعظم الفترات التي مرت على
التلال التي أجرى أبحاثه فيها, وفي الحقيقة فإن مالوان هو الذي صاغ مصطلح
فترة الخابور, ووضع فترة نوزي ضمن السياق المحلي, وهو من حدد أيضاً
ترتيب سوية الفخار المعدني في تل براك.
في عام (1940م) أجرى الباحث الأميركي ماك أيوين(Calvin.Mc Ewan)
عدة أسبار في تل فخيرية ( Tell Fekeheriyeh) المتوضع في منطقة رأس
العين, وتعرف على بقايا معمارية تعود إلى الفترة الأشورية الوسيطة, والأرامية,
والرومانية.
وبين عامي (1955- 1956م) بدأ الباحث الألماني مورتكات
( A. MOORTGAT ) أعماله التنقيبية في تل فخيرية, بهدف تحديد مكان
وجود عاصمة الميتانيين واشوكاني (Wassukanni) المتوقع في تل
الفخيرية, وعندما لم تؤت الأعمال بدليل أكيد على ذلك فانتقل عام (1956م) إلى
تل أيلون (Tell Ailun) الواقع شرق ناحية الدرباسية بمسافة (3كم) , وأجرى
فيه عدة أسبار تبين له من خلالها أنه تم الاستقرار في الموقع خلال الألف الثالث
والنصف الأول من الألف الثاني ق.م. وفي اليوم الأول من تشرين الثاني عام
(1956م) توقف عن العمل في الموقع وغادره بعد ثلاثة أيام.
وبانتهاء أعمال مورتكات دخلت أعمال البحث الأثري في الجزيرة السورية في
سبات قارب العشرين عاماً مقتصرةً على بعض أعمال المسح الأثري ،إضافة إلى
بعض الاكتشافات بطريق المصادفة.
-IIIالفصل الثالث - نتائج الأبحاث الأثرية في الجزيرة السورية منذ عام
(1976م) وحتى عام (2006م) :
في عام (1976م) بدأت في هذه المنطقة الاكتشافات الأثرية مرحلتها الثانية,حيث
درست وكشفت عن المواقع الأكثر قدماً,وأكدت أن شمال بلاد ما بين النهرين هي
من أهم المناطق التي تطورت فيها الزراعة, وتربية الحيوانات, ومن هنا بدأت
مرحلة حضارة المزارعون الأوائل,الذين قدََّموا أهم خطوة في تطور اقتصاديات
المجتمع التي تعتمد على الزراعة والتجارة وتبادل المواد الأولية.
ومن هنا نستطيع أن نؤكد أن شمال بلاد ما بين النهرين ُتعَّد من أقدم المناطق
حضارياً تطوراً.
كان للاكتشافات الأثرية الهامة التي حققها السيد ماكس مالوان بين عامي
(1937و1939م ) عاملاً أساسياً لاستصدار معهد الآثار بلندن قراراً باستئناف
التنقيب عام (1976م ) من قبل بعثة أثرية إنكليزية برئاسة د.ديفد وجون أوتس
(D-J.Oates) في تل براك الواقع على بعد (40 كم) إلى الشرق من مدينة
الحسكة على الضفة اليمنى من نهر الجغجغ .
وتمكنت البعثة من التعرف على عدة سويات أثرية تم تأريخها مابين الألف
السادس والألف الثاني ق.م, وكشفت داخل السوية العائدة إلى فترة أوروك على
شواهد معمارية هامة القطاع ((TW,إلاّ أن الموقع وصل أوجه من الناحية
السياسية في الألف الثالث ق.م, فقوائم إيبلا ذكرت أن ناكار ( (Nagar أي
(Tell Brak) كانت أهم مدينة في الألف الثالث ق.م في شمال سورية, وهذا ما
أكدته نتائج الحفريات الحديثة من خلال الكشف عن بقايا بناء يحيط به جدار
بيضوي الشكل يعود إلى فترة فجر السلالات الباكرة القطاع (TC),وبقايا معبدان
يعودان إلى الفترة الأكادية,الأول معبد الإله شمش القطاع (SS), والثاني معبد
الإله شاكان إله الرعي القطاع (FS), وتشير المكتشفات العائدة للفترة الميتانية
وخاصة القصر القطاع (HH),بأن تل براك كان مدينة هامة خلال تلك الفترة.
وفي عام (1978م) بدأت بعثة أثرية أمريكية من جامعة ييل (( Yale أعمال
التنقيب الأثري برئاسة د.هارفي وايس (H.Weiss) في تل ليلان
( ( Tell Leilanالمتوضع على الضفة اليسرى من وادي جراح , وعلى بعد
(120كم) شمال شرق مدينة الحسكة بهدف دراسة تاريخ التسلسل الحضاري في
الموقع .
وتبين للبعثة أن الاستقرار في الموقع بدأ منذ منتصف الألف السادس ق.م واستمر
حتى نهاية القرن الثامن عشر ق.م,وكشفت الحفريات على بقايا سور وأجزاء من
عمارة لمدينة شخنا (Sehna) العائدة إلى الألف الثالث ق.م, وبقايا منشآت
ضخمة تدل على وجود مبان هامة من معبد, وقصر عثر في داخله على مجموعة
من الرقم المسمارية, ومن خلال دراستها تبين أن اسم المدينة خلال الفترة البابلية
القديمة كانت تدعى شباط إنليل. (( Subat Enlil.
وفي تل بري Tell Barri)) المتوضع على الضفة اليسرى لنهر الجغجغ،وعلى
بعد /55/ كم شمال شرق مدينة الحسكة تمكنت البعثة الأثرية الإيطالية من جامعة
فلورانسا (Firenze) العاملة فيه منذ عام (1980م), برئاسة د. باولو ايميليو
بيكوريلا P-E.Pecorella) ), ومن عام (2006م) برئاسة د.رافائيلا
بيروبون,PIEROBON) R) من جامعة نابولي (Napoli) من التعرف على
ثقافات متعددة منذ الألف الثالث ق.م, وحتى فترة الحضارة العربية الإسلامية,
وعلى بقايا معبد يعود إلى منتصف الألف الثالث ق.م,المرتبط بفترة فجر
السلالات الباكرة الثانية و بقايا قصر يعود إلى فترة الإمبراطورية الأشورية
الوسيطة في القطاع (G), وقصراً آخر يعود إلى الفترة الأشورية الحديثة في
القطاع (J ),وأغلب الظن بأن الموقع مرتبط بمدينة كحت Kahat) ) التي ورد
ذكرها في النصوص المسمارية المكتشفة في ماري .
كما بينت الأبحاث التي توصلت إليها البعثة الأثرية الأميركية من جامعة
كاليفورنيا (California ) منذ عام(1984م) برئاسة د. جورجيو بوتشيلاتي
(G. Buccellati), في تل موزان (Tell Mozan) الواقع شرق ناحية
عامودا بمسافة (7كم), أن الموقع يرتبط بمدينة أوركيش (Urkish) الحورية,
وذلك من خلال الكشف على معبد, وقصر عثر بداخله مجموعة من طبعات أختام
تعود إلى فترة حكم الملك توبكيش ( (Tupkish, وزوجته الملكة أوكنيتوم
((Uqnitum حوالي(2250ق.م) في مدينة أوركيش .
وفي تل الحميدية (Tell Al Hamidiya)المتوضع على الضفة اليسرى لنهر
الجغجغ,وعلى بعد(65كم) شمال شرق مدينة الحسكة, تمكنت البعثة الأثرية
السويسرية من جامعة برن (Berne) برئاسة د. ماركوس ويفلر
M .Wafler) ( منذ عام (1984م) من الكشف عن أجزاء من بقايا قصرين
يعودان إلى الفترة الميتانية,و إلى الفترة الأشورية الوسيطة , وبأن الموقع هو
مدينة تائيدو Ta'ido) (الميتانية التي ورد ذكرها في نصوص تل الشيخ حمد .
وتمكنت البعثة الأثرية الفرنسية من جامعة باريس (Paris) برئاسة اللغوي د
جان ماري دوران ( J.M- Durand) منذ عام ( 1987م),التي تعمل في تل
محمد دياب (Tell Mohammed Diab) الذي يقع على الضفة اليسرى
لوادي عباّس,وعلى بعد (13كم ) جنوب شرق ناحية القحطانية التعرف على أن
التل كان يسير مع ركب التطور الحضاري منذ الألف الثالث ق.م,وحتى فترة
الحضارة العربية الإسلامية, كما تم التعرف على بقايا قصر,ومعبدان يعودان إلى
فترة الخابور( الفترة البابلية القديمة).
أكدت النتائج التي توصلت إليها البعثة الروسية في تل سوتو, ويا ريم تبه
(I-II),أن حضارة "حسونة, وحلف" هما مصدر هام في دراسة المجتمعات
القديمة,لذا انتقلت هذه المدرسة العريقة إلى سورية, ووضعت أقدامها على موقع
تل خزنة في الجزيرة السورية لمتابعة هذه الدراسات الهامة.
ففي عام(1988م) بدأت بعثة من معهد أكاديمية العلوم الروسية برئاسة د.رؤوف
مونتشايف ( (R.Munchaef بتنقيبات واسعة النطاق في تل خزنة / 1/
(Hazna - I ( Tell المتوضع على الضفة اليسرى لوادي خنزير أحد روافد
نهر الجغجغ ,وعلى بعد (27كم ) شمال شرق مدينة الحسكة, وتمكنت البعثة من
التوصل إلى نتائج هامة, حيث تعرفت من خلال سبر وصل عمقه إلى(16متراً),
على العديد من السويات الأثرية العائدة إلى حضارة عبيد - أوروك - الألف الثالث
ق .م. تأتي أهمية الموقع التي مازالت أعمال البعثة فيه مستمرة حتى الآن من
خلال الكشف عن مجمع ديني بيضوي الشكل يمثل معبداً يعود إلى نهاية الألف
الرابع ق.م, واستمر حتى نهاية فترة فجر السلالات الباكرة الثالثة, ويعد من أهم
المعابد المكتشفة في سورية كونه النموذج الذي ينتشر في العديد من مواقع بلاد
مابين النهرين.
لم تكتف البعثة بنتائج تل خزنة ( (Iلذلك انتقلت مؤقتاً إلى تل خزنة (II), القريب
من تل خزنة / 1/ لمعرفة التسلسل الزمني في هذه المنطقة, وتعرفت البعثة على
عدة سويات أثرية تعود إلى فترة حسونة - حلف- أوروك- الألف الثالث ق. م ,
وبذلك اكتملت لدى البعثة صورة التسلسل الحضاري المتتالية منذ الألف السادس
وحتى نهاية الألف الثالث ق. م.
كما عملت البعثة السورية- الأوربية المشتركة برئاسة
( د.حميد حمادة- د.أنطوان سليمان- أ.عبد المسيح بغدو)
H, HAMMADE')- A ,Suleiman - A ,BAGHDO) عن الجانب
السوري من المديرية العامة للآثار و المتاحف ((DGAM وبرئاسة د.مارك
لوبو (Lebeau,(M عن الجانب الأوروبي, منذ عام (1992م) في تل بيدر
( (Tell Beydar,المتوضع على الضفة اليمنى لوادي الرجلة, وعلى بعد
(35كم) شمال غرب مدينة الحسكة , وكشفت عن بقايا مدينة نابادا,
Nabada)),التي ضمّت قصراً, وأربعة معابد,وأبنية إدارية وتجارية,
ومستودعات تعود إلى (2500- 2400 ق.م ),لها مدخل رئيسي يقع إلى الجنوب
من القصر, وشارع مستقيم متدرج, وبيت الرقم المسمارية الذي يعود إلى
( 2425- 2400 ق.م ) .
وفي تل عربيد ( (Tell Arbid المتوضع على الضفة اليمنى لوادي أبيض,على
بعد ( 56 كم ) شمال شرق مدينة الحسكة, تمكنت البعثة الأثرية السورية –
البولونية المشتركة برئاسة د. أحمد سرية A ,Serriye) (من المديرية العامة
للآثار والمتاحف ((DGAM وبرئاسة د. بيوتر بلنسكي (P.Bielinski) من
جامعة وارسو ( Warsaw) منذ عام (1996م) الكشف على أجزاء من بقايا
منشآت معمارية ضخمة تعود إلى فترة نينوى (5) , ومبان سكنية تعود إلى الألف
الثالث والثاني ق.م.
وفي عام (1997م) أجرت بعثة أثرية سورية من المديرية العامة للآثار
والمتاحف برئاسة أ. عبد المسيح بغدو تنقيبات في تل أبو جداري
(Tell Abu Jidari ) الواقع شرق مدينة الحسكة على بعد (48كم),وكشفت
على بناء حجري ضخم, ذو خصائص هندسية ومعمارية فريدة, مؤلف من
طابقين, وهوعبارة عن مدفن يعود إلى الفترة الرومانية.
ونظراّ للأهمية الحضارية لتل شاغربازار, وبعد الحصول على الموافقات اللازمة
للعمل تمكنت البعثة الأثرية السورية – البلجيكية المشتركة برئاسة أ. عبد المسيح
بغدو من المديرية العامة للآثار والمتاحف وبرئاسة د. أونهان تونجا
(Tunca,O) من جامعة لييج ) L`Universite’ de Lie`ge (,في تل
شاغربازار الذي يقع على الضفة اليمنى لوادي خنزير,وعلى بعد(46 كم(شمال
مدينة الحسكة منذ عام (1999م)،من التعرف على عدة ثقافات وحضارات في
الموقع مستمرة منذ فترة حسونة وحتى الفترة البابلية القديمة, وكشفت البعثة على
بقايا أبنية دائرية الشكل (تولوس) تعود إلى فترة "حلف",و قصر يعود إلى الفترة
البابلية القديمة الذي كشف عن أجزاء منه من قبل مالوان, حيث وجد بداخله
مجموعة من الرقم المسمارية, وطبعات أختام أهمها:" الختم الرسمي الخاص"
الذي يحمل طبعة الملك شمشي أدو, (Samsi-Addu) واعتماداً على هذه
الطبعة ترجح البعثة بأن اسم المدينة القديم هو أشنا كوم ( Asnakkum (.
كما بينت الأبحاث الأثرية التي توصلت إليها البعثة السورية- الأميركية برئاسة
( أ.محمد مكطش,ود.عمر العظم,و أ.سلام قنطار),
) A, Al-Azm S, Al-Kuntar, (M, Maktach بالتتابع من المديرية
العامة للآثار والمتاحف,وبرئاسة
( د.ماكوير جيبسون,ود.كليمنس ريتشل )(M,Gibson.C, Richel) بالتتابع
عن الجانب الأميركي من جامعة شيكاغو (Chicago) منذ عام(1999م),في تل
حمو كار(Tell Hamoukar) الواقع على بعد (160كم) شمال شرق مدينة
الحسكة, وجود سويات حضارية تعود إلى فترة أوروك بمراحلها الثلاث :
- فترة نينوى/5/ - الفترة الأكادية وما بعدها – الفترة الأشورية الحديثة – فترة
الحضارة العربية الإسلامية, ومنشأة معمارية سكنية كبيرة على صلة بالحضارة
الأوروكية الجنوبية تعود إلى فترة أوروك الوسيط في القطاع (B) .
وتمكنت البعثة الأثرية اليابانية منذ عام (2000م) برئاسة د. يوشيهيرو نيشاكي
Y, Nishiaki)) من جامعة طوكيو Tokyo )) العاملة في تل سكر الأحيمر
(Tell Seker Al-Aheimar) ,المتوضع على الضفة اليمنى لنهر الخابور,
وعلى بعد (47 كم) شمال غرب مدينة الحسكة, التعرف على وجود استقرار في
الموقع خلال العصر الحجري الحديث بمرحلتيه ما قبل الفخار, والفخاري,
(8000-4500ق.م),والعصر الحجري النحاسي(4500- 3100ق.م),وعلى
منشآت سكنية محفوظة بشكل جيد تعود إلى العصر الحجري الحديث الفخاري
القطاع (A) .
وفي عام (2000م) أجرت بعثة أثرية سورية من المديرية العامة للآثار
والمتاحف برئاسة أ. عبد المسيح بغدو تنقيبات في موقع الفرحية
(Site Al- Farhiyeh ) الواقع شمال غرب مدينة الحسكة على بعد
(82كم), وكشفت داخل الأرض العذراء على بناء مبني من الحجر الكلسي
القاسي ذو اللون الأبيض, وهو عبارة عن مدفن يعود إلى البيزنطية
( القرن الخامس- السادس الميلادي).
كما كشفت البعثة الأثرية السورية من المديرية العامة للآثار والمتاحف برئاسة
( د.أنطوان سليمان- أ.عبد المسيح بغدو) بالتتابع منذ عام (2001م) في تل
مبطوح شرقي ( ( Tell Mabtuh Sharqi,المتوضع على الضفة اليسرى
لوادي عقربة,وعلى بعد (37كم) غرب مدينة الحسكة,على بقايا معمارية متعددة
متمثلة في مدينة ذات نظام مدني,وديني,وعسكري,وسياسي تعود إلى
(2400-2000 ق.م ),وجد في داخلها منشأة معمارية ضخمة يعتقد أنها مبنى
إداري هام القطاع ( K), وأبنية سكنية, ومعبدين القطاع (C2+N).
وفي موقع خشام ومنطقة الحمة (Site Khisham ) الواقعة على
بعد(35كم), شمال غرب مدينة الحسكة, تمكنت البعثة الأثرية السورية- البلجيكية
المشتركة برئاسة ( أ.خالد أحمو ) ( K ,Ahmo- ) من المديرية العامة للآثار
والمتاحف, و برئاسة د. بول لوي فان بيرغ P, Berg) ) من جامعة بروكسل
الحرة ( Universite’ Libre de Bruxelles) منذ عام (2001 م) من
التعرف على (6204( نُقش تتوضع على كتل صخرية بازلتية, تم تأريخها مابين
الألف الرابع ق.م و حتى فترة الحضارة العربية الإسلامية,تضمنت مواضيع
مختلفة منها تمثل أحواش وأشكال إنسانية, وحيوانية, وعلى أجزاء من بقايا مباني
مختلفة الأحجام والأشكال, مبنية من أحجار بازلتية ضخمة,وبقايا منازل,ومصائد,
ومنشآت ذات وظائف متعددة .
كما بينت الأبحاث الأثرية التي توصلت إليها البعثة السورية- الألمانية المشتركة
برئاسة أ.عبد المسيح بغدو من المديرية العامة للآثار والمتاحف و برئاسة
( ألكسندر بروس- ودومنيك بوناتز) (A, Pruss - D, Bonatz) عن
الجانب الألماني من جامعة هالا(Halle )- وجامعة برلين (Berlin) بين عامي
(2001- 2006م) في تل فخيرية أهميته التاريخية خلال النصف الثاني من
الألف الثاني ق.م وحتى القرن العاشر الميلادي, وأن اسمه كان في الفترة
الآرامية ( Sikani), وأصبح في الفترة البيزنطية تيودوسيو -بوليس.
(Theodosiu-polis).
وتمكنت البعثة الأثرية السورية من المديرية العامة للآثار والمتاحف برئاسة
أ. عبد المسيح بغدو منذ عام(2003م) العاملة في تل غويران
( Tell Guweran ),الواقع على الضفة اليمنى لنهر الخابور, وعلى بعد
/300متر/ إلى الجنوب من مركز مدينة الحسكة, من التعرف على سويات
حضارية تعود إلى فترة أوروك الحديث- فترة فجر السلالات الباكرة الثالثة –
الفترة الأكادية- فترة الحضارة العربية الإسلامية, وبقايا منشآت معمارية تعود إلى
تلك الفترات.
وفي عام /2006م/ أجرت بعثة أثرية سورية من المديرية العامة للآثار
والمتاحف برئاسة د. سليمان الياس ( S, Elias ) تنقيبات في تل شعير
( Tell Sha'ir ) الواقع شرق مدينة القامشلي على بعد /22كم/ ,وتعرفت
على سويات أثرية تعود إلى فترة نينوى /5/ - فترة الخابور - فترة الحضارة
العربية الإسلامية .
كما تابعت بعثة أثرية سورية - ألمانية مشتركة برئاسة أ. عبد المسيح بغدو من
المديرية العامة للآثار والمتاحف و برئاسة د. لوتس مارتين L, Martinعن
الجانب الألماني من متحف برلين عام(2006م) أعمال البحث في تل حلف بهدف
إعادة اكتشاف المنشآت والأبنية, ومقارنتها مع الشبكة الطبوغرافية واستكمال
النتائج التي توصل إليها أوبنهايم ,وزيادة المعلومات لعلم دراسة الطبقات بهدف
تأريخها على ضوء العلوم المساعدة لعلم الآثار.
و في عام (2006 م) بدأت بعثة أثرية فرنسية من جامعة نانتير (Nanterre)
برئاسة د. جان دانييل فورست (J, Forest) أعمالها التنقيبية في تل فرس
(Tell Fares ) الواقع شمال شرق مدينة الحسكة على بعد/50كم/, وتبين لها
أنه تم الاستقرار في الموقع خلال فترة عبيد, وفترة أوروك, وفترة نينوى /5/.
- ولا بد من التنويه إلى أهم النتائج التي توصلت إليها البعثة الأثرية الإنكليزية
برئاسة( (T.Watkins- T. Davidson – E. Peltenburg. التي عملت
بين عامي( 1975- 1976م) على دراسة الكسر الفخارية في تل عقاب
( Tell Aqab ) المتوضع جنوب غرب ناحية عامودا بمسافة (4كم) التي تبين
لها انتماء الموقع إلى العصر الحجري الحديث المتأخر (فترة حلف),و العصر
الحجري النحاسي الباكر, وبأن الموقع يملك معرفة في صناعة الفخار حوالي
عام (4500 ق.م) .
والبعثة الأثرية السورية برئاسة أ. أسعد محمود (A.Mahmoud),
و أ. مرهف خلف ( M. Kalaf ) التي أجرت عام( 1977م) سبراً أختبارياً في
تل قنيطرة ( Qunaytra Tell) المتوضع على بعد (60كم) شرق مدينة
القامشلي, حيث تعرفت على وجود استقرار في الموقع يعود إلى - فترة حلف
الباكر- فترة نينوى/5/ - الفترة الآشورية بمراحلها الثلاث- الفترة الرومانية,
وهذه المواقع ساعدتنا في رسم خريطة جغرافية تحدد مدى اتساع تلك الحضارات
ومساراتها.
وتبين للبعثة الأثرية السورية برئاسة أ.جان لازار J, Lazar)) وأ.مرهف خلف
( M. Kalaf ) التي نقَّبت عام(1982م) في تل قبة منصور
( Kubet Manssour Tell), الواقع على بعد (40كم) شرق مدينة
الحسكة, و الذي يبلغ قطره (3كم),أنه عبارة عن مجموعة مدافن على شكل
( توبولوس ) تعود إلى الفترة الرومانية أي القرن الثالث الميلادي .
وأكدت الاكتشافات التي حققتها البعثة الأثرية السورية برئاسة أ. أسعد محمود بين
عامي(1982- 1990م ) في تل عجاجة أنه تم الاستقرار في الموقع خلال فترة
الحضارة الآشورية- فترة الحضارة البيزنطية- فترة الحضارة العربية الإسلامية.
كما أجرت البعثة الأثرية المشتركة من الجامعة الأميركية في بيروت, والمعهد
الفرنسي للدراسات السورية في دمشق برئاسة د. هيلغا زيدن
( (H, Seeden,وصوفي برتييه (S ,Berthier) عام (1986م)أسباراً في
كل من تل زاغان ,(Tell Zagan) وتل حويش (Tell Hwesh) اللذان
يبتعدان مسافة /10كم/ شمال شرق مدينة الحسكة حيث يتوضع تل زاغان على
الضفة اليمنى لنهر الجغجغ,و تل حويش على ضفته اليسرى, وتبين لها أن تاريخ
الاستقرار في تل زاغان بدأ في الألف السادس قبل الميلاد واستمر حتى الألف
الثاني ق.م. وبأن تل حويش يعود إلى فترة الحضارة العربية الإسلامية.
وبهدف معرفة تاريخ تطور الاستقرار في مدينة الحسكة أجرت بعثة أثرية سورية
برئاسة أ.عبد المسيح بغدو عامي / 2005 - 2006م/ أسباراً اختبارية في بعض
أحياء وسط مدينة الحسكة القديمة وتعرفت في السبر الواقع في العقار رقم
/104/ حسكة ثانية, المتوضع غرب كنيسة الكلدان على سوية أثرية تعود إلى
الفترة الآشورية الوسيطة . وكشفت في السبر الثاني الواقع في العقارات
/1172حتى 1183/ حسكة ثانية المتوضع شمال تل الحسكة وسط السوق,على
سوية أثرية تعود إلى الفترة الميتانية.
ساعدتنا هذه المعلومات في فهم التطور الحضاري لمنطقة حوض الخابور ,وذلك
اعتماداً على تاريخ تطور التنقيبات الأثرية في مختلف الاتجاهات.
ومع فكرة إنشاء سدود على نهر الخابور في منطقة الحسكة,بدأت بعثات أثرية
نشاطاتها في " وادي الرجلة " ضمن حملة انقاد الآثار لكل من تل نص تل,وتل
كشكوك (1-2-3-4),وتل أبو حجيرة, وتل أبو حفور,وتل جسعة غربي,الواقعة
شمال مدينة الحسكة بمسافة تتراوح مابين(12-27كم), التي غمرتها مياه البحيرة
الشرقية .
ففي تل نص تل ( Tell Nustel) تمكنت بعثة أثرية مشتركة من الجامعة
الأمريكية في بيروت,والمعهد الأثري الفرنسي في دمشق برئاسة د.هيلغا
زيدن,ود.صوفي بيرتيه بين عامي(1986-1989م) التعرف من خلال سبر
شطر التل إلى جزئيين على منشآت معمارية سكنية تعود إلى فترة أوروك, و
فترة فجر السلالات الباكرة, وفي المدينة المنخفضة على بقايا طبقات أثرية تعود
إلى الألف الثالث والثاني ق.م.توضع فوقها بقايا منشآت معمارية تعود إلى الفترة
الرومانية - البيزنطية, و فترة الحضارة العربية الإسلامية.
وبهدف معرفة تاريخ الزراعة و تطورها عبر العصور القديمة أجرت البعثة
تحليلاً مخبرياً على بقايا نباتات من الموقع, وتبين أنها تحتوي على بذور العدس,
والشعير, و القمح.
وتمكنت البعثة الأثرية السورية برئاسة د. أنطوان سليمان بين عامي
(1988-1989م) في تل كشكشوك(1) -I) Tell Kashkashuk) من
التعرف على طبقات أثرية تعود إلى فترة حلف بمراحله الثلاثة, وبأن إنسان تل
كشكشوك (1) عرف الصيد, و الزراعة,و تربية الحيوانات,كما أنه مارس عادة
دفن الموتى, وعبادة الآلهة.
كما تعرفت البعثة الأثرية اليابانية من جامعة طوكيو برئاسة د.توشيو ماتسوتاني
(T, MATSUTANI) في تل كشكشوك / II / أعوام
(1987-1988- 1989م) على سوية تعود إلى فترة حسونة,وقبور عبيدية,و
أوروكية.
كما كشفت البعثة الأثرية السورية برئاسة د.أنطوان سليمان بين عامي
(1986- 1990 م)في تل كشكشوك / III / على عدة فترات حضارية تعود إلى
فترة عبيد - أوروك - فجر السلالات الباكرة بمراحلها الثلاثة- الأكادية .
ويُعد المعبد البيضوي العائد إلى فترة فجر السلالات الباكرة الأولى والثانية
(EDI-II ) من أهم المكتشفات في الموقع, كونه مشابه للمعابد الرافدية, وخاصة
معبد تل خزنة (I).
و في عام (1990م) أجرت بعثة أثرية أميركية برئاسة د.فرانك هول
(F, Hole ) من جامعة ييل أسباراً اختبارية في تل كشكشوك /IV /, ومن خلال
دراسة الكسر الفخارية, وتحليل النباتات الموجودة داخل العينات الترابية تمكنت
البعثة من التعرف على انتماء الموقع إلى فترة أوروك,وفترة نوزي.
كما بينت الأبحاث الأثرية بين عامي (1988- 1990م) التي توصلت إليها
البعثة السورية- الألمانية المشتركة برئاسة د. أنطوان سليمان من المديرية العامة
للآثار والمتاحف و برئاسة د. (فوس- وارتكه- مارتين)
( Voos.J-.Wartke.R-Martin.L ) من المعهد المركزي للدراسات الشرقية
في برلين عن الجانب الألماني في تل أبو حجيرة(Tell Abu Hagira- I)
انتمائه إلى تجمع استيطاني كبير من العصر البرونزي القديم , هُجر في نهاية
هذا العصر.
كما أجرت البعثة أسباراً في تل أبو حجيرة / II/, و كشفت عن أبنية سكنية تعود
إلى الفترة الآشورية الحديثة.
و تعرفت في تل أبو حجيرة / III/ على عدة سويات أثرية تعود إلى الفترة
الآشورية الحديثة, والفترة الرومانية- البيزنطية, وفترة الحضارة العربية
الإسلامية.
و تمكنت البعثة الأثرية البولونية من جامعة وارسو برئاسة د. بيوتر بلنسكي
عامي ( 1988-1989م ) في تل أبو حفور / I / (Tell Abu Hfur- I) من
التعرف على(10) سويات أثرية تعود إلى فترة عبيد, وفترة أوروك, وفترة فجر
السلالات الباكرة الثالثة, والفترة الأكادية. وانتماء تل أبو حفور ( II ) إلى الفترة
الميتانية, والفترة الآشورية الوسيطة, والفترة الرومانية, وفترة الحضارة العربية
الإسلامية.
كما كشفت البعثة الأثرية البولونية في تل جسعة الغربي ((Tell Jassa- w
,عن منشآت سكنية تعود إلى فترة فجر السلالات الباكرة الثالثة, والفترة الأكادية.
وفي عام/ 1985 م/ أجرت بعثة أثرية سورية برئاسة د.ميشيل مقدسي
(M,Maqdissi (أبحاثا في تل مقبرة شموكة.
(Tell Makbaret Shammuqa ) الواقع شمال غرب مدينة الحسكة على
بعد/20كم/ ,الذي غُمر في مياه البحيرة الغربية نتيجة إنشاء سد السابع من
نيسان, تبين لها من خلال دراسة الكسر الفخارية أنه يعود إلى فترة عبيد, وفترة
الحضارة العربية الإسلامية.
كما بينت الأبحاث الأثرية في كل من تل ملا مطر, تل جديدة, تل زيادة, تل
ميلبية, تل بويض / / I – II, تل خنيدج, تل دغيرات جنوبي, تل رد شقرا, تل
كرمة شمالي, تل رقاي, تل عتيج, تل تنينير, تل أم قصير, تل بديري, تل
طابان,تل مشنقة. الواقعة جنوب شرق مدينة الحسكة بمسافة تتراوح مابين
(8- 30كم),والمتوضعة على ضفتي مجرى نهر الخابور والتي غُمر معظمها
بمياه بحيرة سد الباسل الجنوبي,أهمية هذه المنطقة وذلك من خلال الاكتشافات
الأثرية التي تحققت فيها.
فعلى الضفة اليمنى من مجرى نهر الخابور تمكنت البعثة الأثرية الألمانية من
جامعة كونستانس(Konstanz) برئاسة د.ديترش زورنهايغن
(D, Suernhagen)عام /1989م/ في تل ملا مطر
(Tell Mulla Matar) من التعرف على أن الاستقرار في الموقع بدأ في فترة
حلف,ثم أصبح قرية مأهولة خلال فترة عبيد, وأوروك,حدث بعدها انقطاع
زمني,ثم عاد خلال فترة فجر السلالات الباكرة الثالثة الذي انتهى مع نهاية هذه
الفترة.
وبينت أعمال التنقيب التي أجرتها البعثة الأثرية الكندية من جامعة لافال
((Laval (برئاسة د ميشيل فورتان(M,Fortin ) أعوام
( 1987- 1988-1992-1993م ), في تل جديدة (Tell Gudeda )
وجود ثلاث سويات أثرية تعود إلى فترة فجر السلالات الباكرة الثالثة, والفترة
الأكادية.
كما بينت الأبحاث الأثرية التي توصلت إليها البعثة الأميركية من المعهد الدولي
لدراسات بلاد ما بين النهرين بإشراف د.جورجيو بوتشيلاتي,وبإدارة د. دانيلا
بويا ( D, Buia),وستيفن ريمر S, Reimer)) بين عامي
(1988- 1990م) و البعثة الأثرية الأميركية من جامعة ييل برئاسة د. فرانك
هول في تل زيادة (Tell Ziyadeh ) أعوام (1995- 1996-1997م)
انتمائه إلى فترة عبيد - فترة أوروك - فترة فجر السلالات الباكرة,وجد داخل تلك
السويات منشآت معمارية سكنية, وأخرى يعتقد أنها استخدمت للتخزين, و بانتشار
ثقافات العصر الحجري الحديث على مساحة جغرافية واسعة في المنطقة,وهذا
الاستيطان الباكر أعطى الأسس الأولى لبداية صنع التاريخ الحضاري لوادي
الخابور, وخاصة في تطوير صناعة الفخار والحرف الأخرى , وبذلك بدأ ظهور
التنظيم الطبقي الاجتماعي الديني الذي يعتمد على الزراعة,وتربية
الحيوان,وصناعات متنوعة.
وتمكنت البعثة الأثرية البلجيكية من جامعة بروكسل الحرة برئاسة د. مارك
لوبو, بين عامي /1984و1988م/ في تل ميلبية (Tell Melebiya ) من
التعرف على نظام معماري مدني يتألف من منازل وشوارع,شُيدت فيه خلال
الألف الثالث ق.م ,لتتوقف مع نهاية الفترة الأكادية.
كما قدّم لنا تل بويض (I) ( Tell Boueid -I) الذي عملت فيه بعثة أثرية
سورية من المديرية العامة للآثار والمتاحف برئاسة د.أنطوان سليمان. بين عامي
/1992و2000م/, فكرة حول توسع الإمبراطورية الأشورية شمالاً,حيث كشفت
عن قصرين الأول يعود إلى الفترة الأشورية الوسيطة, والثاني يعود إلى الفترة
الأشورية الحديثة, حيث أعطت هذه المنشآت فكرة عن البعد الحضاري المرتبط
بتطورها.
وفي تل بويض / II / (Tell Boueid -II ), تمكنت البعثة الأثرية السورية
برئاسة د.أنطوان سليمان.عام/1997م/ التعرف على منشأة معمارية سكنية تعود
إلى فترة حسونة.
وأدت أعمال الكشف عن هذه المساكن العائدة إلى نمط حضارة حسونة في تل
بويض / II /,إلى إبراز دور القرى الزراعية الأولى التي اعتمدت على الزراعة
وتربية الحيوانات والصيد, وإظهار الدور الذي لعبته اقتصادياً بين جنوب وشمال
بلاد مابين النهرين على الصعيد التجاري ( البري والنهري).
كما بينت الأبحاث الأثرية التي توصلت إليها البعثة الألمانية من متحف برلين
بإشراف د.ايفلين كلينكل, E, Klengel)), وبإدارة د. لوتس مارتين. في تل
خنيدج ( Tell Knedig) بين عامي(1993- 1998م) أنه تم الاستقرار في
الموقع خلال فترة أوروك- فترة فجر السلالات الباكرة بمراحلها الثلاثة - فترة
الحضارة الآشورية الحديثة - فترة الحضارة السلوقية - فترة الحضارة البارثية –
الرومانية- فترة الحضارة العربية الإسلامية, وبأنه كان مركزاً حضارياً مميزاً
خلال فترة فجر السلالات الباكرة, وذلك من خلال الكشف عن مبان, وطرقات,
ومحلات للحرف والعمل تدل على نشاط اقتصادي هام خلال تلك الفترة .
وتمكنت البعثة الأثرية الألمانية من جامعة برلين الحرة بإشراف د.هارتموت
كونه K, وبإدارة د.اندرياس أوتل (A,Oettel) عامي / 2000 و2002م/
,في تل دغيرات جنوبي (Tell Dgherat (S)) من التعرف على
منشآت معمارية تعود إلى فترة الحضارة الرومانية- البيزنطية,وأكد
الموقع وجود حضور قوي للحضارات الكلاسيكية في المنطقة .
أما على الضفة اليسرى من مجرى نهر الخابور فقد أظهرت التنقيبات التي
أجرتها البعثة الأثرية البولونية من جامعة وارسو برئاسة د.بيوتر بلنسكي بين
عامي(1991و1995م ) في تل رد شقرا(Tell Rad Shaqra) , وجود
بقايا معمارية محفوظة بشكل جيد توزعت على تسع طبقات متتالية تعود إلى فترة
فجر السلالات الباكرة الثالثة,والفترة الأكادية،وبأنه كان مركزاًعمرانياً صغيراً
لعب دوراً حضارياً مميزاًمابين شمال وجنوب حوض الخابور خلال تلك الفترتين.
كما بينت الأبحاث الأثرية التي توصلت إليها البعثة الأثرية اللبنانية من جامعة
بيروت ((Beyrouth برئاسة د.منتهى صاغية (M,Sagheih) أعوام
(1990-1991-1992م ),في تل كرمة شمالي (Tell Kerma-N) أنه لعب
دوراً اقتصادياً,وتجارياً هاماً خلال النصف الأول من الألف الثالث ق.م,مع عدة
مواقع مماثلة على نهر الخابور, وذلك من خلال الكشف عن مستودعات لتخزين
الحبوب في الموقع.
هذا التنوع في دور مدن الخابور ما هو إلاّ الدليل على تخصص المنطقة بأدوار
صناعية- تجارية- زراعية مرتبط بالتطورات الاقتصادية.
وتمكنت البعثة الهولندية- الأميركية المشتركة من جامعة أمستردام
(Amsterdam) ,وجامعة جونز هوبكنز(Johns Hopkins)برئاسة د.هانز
كورفرز H, Gurvers)),و د.غلن شوارتز (G, Schwartz) بين عامي
( 1986و1992 م ), في تل رقاي (Tell Raqai ) التعرف على سبع
طبقات حضارية تعود الطبقات الستة الأقدم إلى فترة فجر السلالات الباكرة
بمراحلها الثلاثة, والطبقة السابعة إلى فترة الحضارة الهلنستية,وبأن الموقع يضم
مدينة دائرية الشكل ذات صفة تجارية تعود إلى فترة فجر السلالات الباكرة
الثالثة.
كما كشفت البعثة الأثرية الكندية من جامعة لافال برئاسة د. ميشيل فورتان أعوام
( 1986-1987- 1988- 1992- 1993م) في تل عتيج (Tell Atij) على
عدة غرف تعود إلى النصف الأول من الألف الثالث ق.م ,يعتقد أنها استخدمت
كمخازن للحبوب,وتبين لها بأن تل عتيج كان المرفأ الأول على الخابور في تلك
الفترة ,وتأتي أهمية الموقع من خلال التنظيم المعماري والتجاري, وبذلك يقترب
إلى وضع صورة حضارية متكاملة.
و بينت الأبحاث الأثرية التي توصلت إليها البعثة الأثرية الأميركية من جامعة
سانت لويس (ST .Louis ) ,برئاسة د. مايكل فولر(M, Foller) بين عامي
(1987و2001م) في تل تنينير ( Tell Tuneinir ) استمرار الاستقرار فيه
منذ فترة الحضارة البيزنطية,وحتى فترة الحضارة العربية الإسلامية,وبأنه كان
مدينة هامة خلال تلك الفترتين,وذلك من خلال التعرف على مركز إداري وسوق
ضمًّ محلات تجارية وحمام وخانات,إضافة إلى جامع وكنيسة,ودير احتوى
على كنيسة,وقاعة طعام,ومدافن للرهبان,ومعصرة نبيذ,وبأن حجم الموقع تراجع
بشّدة أثر الغزو المغولي له في النصف الثاني من القرن الثالث عشر
الميلادي, ومع اجتياح جيوش تيمورلنك للمنطقة مطلع القرن الخامس عشر
الميلادي كانت نهاية هذه المدينة العامرة.
ومع استمرار التطورات القديمة,نشاهد تطورات جديدة ومتجددة في حركة
الاستقرار لشعوب هذه المنطقة.
وتمكنت البعثة الأثرية الأميركية من جامعة ييل برئاسة د. فرانك هول عام
/1986م/, والبعثة الأثرية اليابانية من جامعة تسوكوبا(Tsukuba ) برئاسة
أكير تسونيكي (A ,Tsuneki ) عام/1996م/,العاملة في تل أم قصير
(Tell Umm Qseir -w ) من التعرف على سويات أثرية تعود إلى فترة
حلف, وفترة أوروك, وفترة البرونز القديم, والفترة الميتانية, والفترة الرومانية
– البيزنطية, وفترة الحضارة العربية الإسلامية,وبأن الموقع كان قرية صغيرة
خلال فترة حلف,وفترة أوروك اعتمد سكانه بالدرجة الأولى على الرعي والصيد.
هذه الأدوار التي تنتمي إلى حضارات متنوعة أدت إلى تطورات هامة للبشرية
عامة.
وبين عامي /1985-1992م/ عملت بعثة أثرية ألمانية من جامعة برلين الحرة
بإشراف د. هارتموت كونه H, Kühne)), وبإدارة د. بيتر بفالسنر
(P, Pfaelzner) في تل بديري ( Tell Bderi ),و تبين لها بأن الموقع
ازدهر خلال الألف الثالث ق.م, حيث تراوحت مساحته ما بين/ 5- 6هكتارات/,
ثم هجر الموقع خلال فترة البرونز الوسيط ليعود الاستقرار إليه خلال فترة
الحضارة الميتانية, والفترة الآشورية الوسيطة, ليتوقف الاستقرار البشري فيه بعد
ذلك التاريخ,باستثناء بعض التوضعات البسيطة العائدة إلى فترة الحضارة
الرومانية.
كما بينت الأبحاث الأثرية التي توصلت إليها البعثة الأثرية اليابانية من جامعة
كوكوشيان(Kokushikan) برئاسة د. كاتسوهيكو أونوما(K ,Ohnuma)
أعوام (1997- 1998-1999م), ود. هيروتوشي نوموتو(Numoto H,)
أعوام ( 2005-2006م) في تل طابان ( Tell Taban ) استمرار الاستقرار
فيه منذ فترة حضارة عبيد الحديث,وحتى فترة الحضارة الآشورية الحديثة,وبأن
اسم الموقع خلال فترة الحضارة الآشورية الوسيطة كان تابيتو ( Tabetu ),
وبأنه ارتبط بالتوسع الآشوري المتجه نحو الشمال.
وبينت الدراسات الأثرية التي أجرتها البعثة الأثرية الفرنسية برئاسة د.دومينيك
بيير ((D, Bayer ود. جان إيف مونتشامبرت (J-Y ,Monchambert)
من المعهد الفرنسي لآثار الشرق الأدنى عشرة مواسم بين عامي
/1985-2000 م/, والبعثة الأثرية الدانمركية من جامعة كوبنهاغن برئاسة د.
انغولف تويسن(I, Thuesen) أربعة مواسم بين عامي /1990-1995م/,
والبعثة الأثرية الأميركية من جامعة ييل برئاسة د.فرانك هول عام/1991م/ في
تل مشنقة (Tell Mashnqa ) وجود بقايا منشآت معمارية فيه تعود إلى فترة
عبيد- فترة أوروك بمراحلها الثلاثة - فترة فجر السلالات الباكرة- الفترة
الرومانية- فترة الحضارة العربية الإسلامية.
استطعنا من خلال تلك الاكتشافات رسم خرائط محددة ومتنوعة لكل حضارة على
حدا,وهذا يعني أن الثقافات والحضارات المتنوعة توسعت أفقياً على كامل مساحة
حوض الخابور,وأن انهيارها كان أيضاً أفقياً, هذا التبدل الحضاري أنتج تطوراً
هاماً على كافة الأصعدة, وخاصة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
رافق أبحاث التنقيب أعمال مسح أثري شمل كافة أرجاء محافظة الحسكة,حيث
مرت هذه الأعمال بمرحلتين رئيسيتين, فقد بدأت أعمال المسح الأثري في
الجزيرة السورية مرحلتها الأولى بهدف الكشف عن الحضارات الكلاسيكية
وخاصة الرومانية عام ( 1850م ) على يد العالم الإنكليزي لايارد,
( Henry Layard) وبعده زار منطقة الخابور الأدنى كل من هاوس
كنيشت,(Haus knecht) وبلونت,(Blunt) وزاخو( Sachau),ولم تقتصر
أعمال المسح على المواقع العائدة للفترة الرومانية, وإنما عن تاريخ المنطقة بشكل
عام لذا قام كل من مورتز ( Moritz) وكولدواني ((Koldewey في عام
( 1887م) بجولة أثرية من تل عجاجة إلى البصرة, أما العالم الألماني ماكس
فون أوبنهايم (( Max van Oppenheim, فقد مر مروراً سريعاً بهذه
المنطقة عام(1899م),واستكمالاً لعمل أوبنهايم قام كل من هيرزفيلد
(Herzfeld),,وسارة Sarra)) في عام( 1910م) بمسح واستكشاف,
ودراسة العديد من التلال المنتشرة على الضفة الغربية لنهر الخابور.
وفي عام /1924م/ أجرى العالم موسيل(Musil) أعمال استكشافية, وبين عامي
/1927-1928م/ أجرى الأب بواد بارد) Poidebard ) أول مسح أثري
بالتصوير الجوي لمناطق البادية والفرات والخابور.
وفي عام( 1934م) بدأ العالم الإنكليزي ماكس مالوان أعمال المسح إلى جانب
أعمال التنقيب الأثري في وادي الخابور وحوضه, ولم تقتصر أعماله استكشاف
التلال المتوضعة على الضفة الغربية لنهر الخابور,بل وتلال الضفة الشرقية
أيضاً,وبذلك أصبحت المسوحات مسألة هامة في تحديد هوية المواقع على أسس
تاريخية, وهذا السياق أدى إلى لفت الأنظار إلى هذه المنطقة.
كما قامت بعثة أثرية يابانية في عام/1969م/بأعمال مسح أثري في منطقة جبل
عبد العزيز,وتمكنت من التعرف على ثلاث مواقع رئيسية وهي : الخزنة,
ومغلوجة, وعبد العزيز, ومن خلال دراسة الأدوات الحجرية التي تم جمعها من
هذا المسح, تبين أنها تعود إلى نهاية العصر الحجري القديم بمراحله الثلاثة
الأدنى,والأوسط,والأعلى.
وفي عام /1975م/ بدأت في هذه المنطقة أعمال المسح الأثري مرحلتها الثانية
من قبل البعثة الإنكليزية برئاسة د.ديفد أوتس في المنطقة الواقعة بين مدينة
الحسكة, وتل شاغر بازار إلى الشمال,وإلى الغرب من نهر الجغجغ, وتبين لها
وجود عدد كبير من المواقع الأثرية الصغيرة,تشير إلى قرى قديمة تم الاستقرار
فيها لفترات قصيرة في أواخر عصور ما قبل التاريخ,وانتماء /25/ موقع كبير
إلى فترة حلف,وفترة عبيد, وفترة نوزي, وفترة الحضارة الآشورية
الوسيطة,وبانتشار فترة حضارة أوروك بشكل ملحوظ بعكس فترة الخابور.
كما مكنت أعمال المسح الأثري التي قامت بها البعثة الأثرية الألمانية من معهد
الشرق الأدنى القديم في جامعة توبينغن (Tübingen ) برئاسة د.ولفجانج
روليج (W, Rallig),وهارتموت كونه H, Kuhne))بين عامي
/1975و1977م/,في منطقة الخابور الأدنى على ضفتي نهر الخابور جنوب
مدينة الحسكة حتى مصبه في نهر الفرات,من رسم صورة جديدة لأنماط القرى
والبلدان التي كانت عامرة في وادي الخابور,حيث تبين لها من خلال /129/ تل
تم مسحه استمرار الاستقرار في هذه المنطقة منذ العصر الحجري الحديث
الفخاري,وحتى فترة الحضارة العربية الإسلامية,وبأن وادي الخابور شهد ازدياد
في كثافة السكان خلال عصر الحديد,استمرت طيلة الفترة الهلنستية - الرومانية
البيزنطية, ووصلت ذروتها خلال فترة الحضارة العربية الإسلامية.
وبينت أعمال المسح الأثري التي قامت بها جامعة أمستردام (Amsterdam)
برئاسة د. ديدريك ماير(D, Meijer) أعوام (1976-1977-1979م/ في
المنطقة المحددة بين الحدود التركية السورية شمالاً, ونهر الجغجغ غربا,ً وتل
براك جنوباً,وطريق تل براك حصوية فوقاني المالكية شرقاً وشمالاً, لـ /290/
موقعاً أثرياً أن تاريخ الاستقرار في هذه المنطقة بدأ في الألف السادس ق.م,
واستمر حتى فترة الحضارة العربية الإسلامية.
وتعرفت على ثلاثة مواقع أكبر من/90هكتار/, وأربعة مواقع تزيد مساحتها عن
/20/هكتار,وخمسة مواقع مساحتها أكثر من /10/ هكتارات, ومواقع أخرى
أصغر من /10/ هكتارات تعود إلى عصر البرونز الوسيط.
وبين عامي /1977و1979م/ أجرت جامعة فلورنسا الإيطالية برئاسة د.باولو
ايميليو بيكوريلا,وماريو سالفيني ( Mario Salvini) أعمال مسح أثري في
منطقة الجغجغ, بهدف معرفة العلاقات بين أناتوليا, وشمال سورية في الألف
الثاني ق.م,واختاروا قائمة صغيرة لعدة مواقع من أجل أعمال المسح,وركزوا
أعمالهم على دراسة اللقى السطحية التي قاموا بجمعها من تل بري, حيث مكنتهم
من توضيح تاريخ الاستقرار في الموقع, وأهميته خلال الألف الثاني ق.م.وهذا ما
أكدته نتائج التنقيبات الأثرية التي قام به باولو ايميلو بيكوريلا في تل بري منذ عام
/1980م/, وحتى وفاته فيه عام ( 2005م).
كما بينت أعمال المسح الأثري التي أجراها فيلدن(K, Fielden) عام
/1978م/,في وادي الجغجغ السفلي في المنطقة الواقعة ما بين التقاء نهر الجغجغ
مع وادي الرد جنوب شرق تل براك, ونهر الجغجغ مع نهر الخابور جنوب شرق
مدينة الحسكة لـ/ 116/ موقعاً أثرياً انتماء معظمها إلى الألف الرابع والثالث
ق.م.
وبين عامي /1989-1997/ أجرى المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا
برئاسة د. بيرتيل ليونيه (B, Lyonnet) مسحاً أثرياً لـ /64/ موقعاً أثرياً في
حوض الخابور الأعلى في المنطقة الممتدة بين مدينة الحسكة ورأس العين
والقامشلي,ومن خلال دراستها تم تحديد منطقتين رئيسيتين تجمعت فيها العناصر
البشرية, امتازت الأولى بوجود مجموعة غير مستقرة طافت البوادي الغربية
والجنوبية الغربية لتصل إلى مناطق عديدة من نهر الخابور,أما الثانية فكانت تقع
إلى الشمال الشرقي,وحول مدينة نصيبين وضمت المجموعات المستقرة.
كما رافق أعمال البحث والتنقيب الأثري التي أجرتها بعثة من معهد أكاديمية
العلوم الروسية برئاسة الأستاذ د. رؤوف مونتشايف في تل خزنة / II-I / منذ عام
/ 1988م/,مسوحات أثرية على طول مجرى وادي خنزير من تل شاغر بازار
شمالاً,وحتى مصبه في وادي الجغجغ جنوباً,وتبين لها من خلال دراسة المواد
التي تم جمعها من تلك المواقع أن الاستقرار فيها كان بشكل متساو في النصف
الثاني من الألف الرابع ق.م,والنصف الأول من الألف الثالث ق.م,وانعدامها في
الجزء الجنوبي فيه خلال النصف الثاني من الألف الثالث ق.م,ليعود انتشار
المواقع الأثرية على كامل طول مجرى وادي خنزير خلال النصف الأول من
الألف الثاني ق.م.
وأسفرت أعمال المسح الأثري التي أجرتها البعثة الأثرية الأميركية من جامعة
ييل برئاسة د. هارفي وايس عام(1995م ) في المنطقة المحيطة بتل ليلان بقطر
(15 كم )عن توثيق التسلسل الزمني للموقع,المستمر فيه منذ فترة" حلف", وحتى
فترة "الخابور",كما بينت أحجام تلك المواقع وتوزعها المكاني عبر مراحل زمنية
إلى استخدام إقليمي للأرض,وإلى تنظيم سياسي- اقتصادي,ووجود تكوين ثانوي
للدولة خلال الربع الثالث من الألف الثالث ق.م,وذلك ما قبل انهيار الإمبراطورية
الأكادية.
وبينت أعمال المسح الأثري التي أجرتها البعثة الأميركية من جامعة شيكاغو
برئاسة د.طوني ويلكنسون(T, WILKINSON) عام(1997م ) في محيط بتل
بيدر بقطر( 12كم),وجود (62) موقعاً أثرياً,منها(19) موقعاً كبيراً,و( 43)
موقعاً صغيراً,تشير إلى وجود مدن وقرى قديمة تم الاستقرار فيها خلال فترة
حلف,والعصر الحجري النحاسي المتأخر,وفترة البرونز القديم,وعصر
الحديد,والفترة الهلنستية, والفترة الإسلامية.
كما بينت أعمال المسح الأثري التي أجرتها البعثة الأميركية من جامعة ميشنغن
بإدارة د.هنري رايت (H, WRIGHT)بين عامي( 2002- 2006 م ) في
محيط تل براك بقطر(15كم ),وجود(555) موقعاً أثرياً,واستمرار الاستقرار في
هذه المنطقة منذ فترة ما قبل حسونة,وحتى فترة الحضارة العربية الإسلامية,
وبالدور الهام الذي لعبته الطرقات القديمة التي تم التعرف عليها من حيث إمداد
المدن القديمة بالطعام,والأيدي العاملة.
إن المسوحات الأثرية الحديثة في سورية بشكل عام,وفي الجزيرة السورية بشكل
خاص تضمنت أنواعاً متعددة من التقنيات كالاستكشافات على نطاق واسع,
والمسوحات ضمن المواقع وخارجها,والتعامل الجيو أثري معها,وإعداد الخرائط
للمواقع الطبيعية باستخدام التصوير الجوي,والصور الفضائية, وقد أعطت
المسوحات على نطاق واسع دلائل على شكل المدن- الممالك القديمة وبنيتها
,ودورات الاستيطان الطويلة الأجل,والعلاقات المتبادلة بين السكان والمحيط .
وعلى الرغم من أن المسوحات,كعملية قائمة بذاتها,يمكن أن تؤمن معطيات
هامة,إلاّ أن فاعليتها تتضاعف إذا تمت بالتوازي مع الحفريات الأثرية,
والمسوحات الجيو أثرية,والدراسات البيئية,ودراسة النصوص المسمارية,
وبتجميع أنواع المعلومات هذه كلها,يمكن الوصول إلى قاعدة بيانات متكاملة.
--IV الفصل الرابع - أهمية حوض الخابور في التطور التاريخي والحضاري في
الجزيرة السورية :
لقد أثمرت جهود البحث الأثري في المواقع التي تم التنقيب فيها في الجزيرة
السورية / محافظة الحسكة/ بشكل عام، وخلال العقود الثلاثة الأخيرة بشكل
خاص، عن وجود مناطق حضارية متطورة جداً، وأكدت أن شمال بلاد ما بين
النهرين هي من أهم المناطق التي تطورت فيها الزراعة، وتربية الحيوانات، ومن
هنا بدأت مرحلة حضارة المزارعين الأوائل الذين قدَّموا أهم خطوة في تطور
اقتصاديات المجتمع التي تعتمد على الزراعة والتجارة وتبادل المواد الأولية.
وأثبتت أيضاً أن الجزيرة السورية لا تقل أهمية عن شرق وجنوب بلاد الرافدين
وذلك من حيث الدور التاريخي الذي لعبته هذه المنطقة في عصور مختلفة.
وخير دليل على ذلك ما قدّمه لنا تل سكر الأحيمر الذي يعتبر أول نموذج
للاستقرار في الجزيرة السورية يرقى إلى العصر الحجري الحديث - ما قبل
الفخار - حيث تمثل بوجود منشأة سكنية احتوت على غرف مستطيلة، وأفران،
ومواقد. وأظهر تل بويض (2) الدور الذي لعبته هذه المنطقة خلال فترة حسونة
بين الحضارات السورية الشمالية والرافدية من خلال المنشآت المعمارية العائدة
إلى تلك الفترة.
كما بينت الاكتشافات الأثرية في تل شاغر بازار، وتل أم قصير، وجود أبنية
دائرية الشكل (تولوس)، ولقى أثرية تعود إلى فترة حلف. وأظهرت التنقيبات في
تل بيدر (3) وتل مشنقة، وتل زيادة، استمرار الاستقرار في الجزيرة السورية
خلال فترة عبيد، وذلك من خلال المنشآت السكنية التي كُشف عنها.
كما أكدت الشواهد المعمارية من مباني مراكز لنشاطات حرفية، وصناعية في تل
براك، و تل حمو كار، ازدياد حجم الاستقرار في هذه المنطقة خلال فترة أوروك.
وبيّنت أعمال البحث الأثري أنَّ سهول الخابور شهدت مع بداية الألف الثالث ق.م
نهضة سكانية وعمرانية واسعة، ففي النصف الأول منه ظهرت المعابد بشكل
كبير، ومن أهمها معبد تل خزنة (1)، ومعبد تل كشكشوك (3)، وفي النصف
الثاني من الألف الثالث ق.م نشأت المدن والممالك القديمة كمدينة (ناكار) تل
براك، و(نابادا) تل بيدر، و(أوركيش) تل موزان، وأنّه مع نهاية هذه الألفية حدثت
تبدلات هامة في أنماط الاستقرار ليتراجع الاستقرار في حوض الخابور.
وأكدت الاكتشافات الأثرية في العديد من المواقع كتل شاغر بازار، وتل محمد
دياب، وتل عربيد عودة الاستقرار وبقوة إلى هذه المنطقة في الألف الثاني ق.م،
وتطورت المدن كمدينة (شوبات إنليل) تل ليلان، و(كحت) تل بري ، و(تائيدو)
تل الحميدية، و(تابيتو) تل طابان، واستمراره خلال الألف الأول ق.م بازدهار
المدن والممالك كمدينة (شاديكاني) تل عجاجة، ومملكة (جوزانا) تل حلف،
و(سيكاني) تل فخيرية.
كما أظهرت التنقيبات في عدة مواقع كتل بيدر وتل بري، وتل تنينير، وجود
استقرار يعود إلى فترة الحضارة الأخمينية - الهلنستية، والفترة البارثية-
الرومانية، والفترة البيزنطية - الساسانية.
كما بيّنت الأبحاث الأثرية في تل تنينير، وتل غويران، وتل فخيرية، وتل بري
مقدار ازدهار الجزيرة السورية خلال فترة الحضارة العربية الإسلامية. وفي
النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي أثَّر الغزو المغولي و بشّدة على
هذه المنطقة,ثم عانت الدمار على يد جيوش تيمورلنك في مطلع القرن الخامس
عشر الميلادي، وتراجع الاستقرار فيها خلال فترة الحكم العثماني، لتعود إليها
الحياة مع بداية القرن العشرين.
- الخاتمة :
أظهرت نتائج أعمال البحث والتنقيب الأثري خلال مئة وخمسون عاماً أنًّ
استقرار الإنسان في هذه المنطقة خلال العصر الحجري الحديث كان في (5)
مواقع ، وخلال فترة حسونة في (8) مواقع، وفي (16) موقعاً خلال فترة حلف،
وخلال فترة عبيد في (18) موقعاً، وفي فترة أوروك (25) موقعاً، وخلال فترة
فجر السلالات الباكرة في (40) موقعاً، ليتراجع نسبياً إلى (25) موقعاً خلال
فترة الحضارة الأكادية، ثم إلى (10) مواقع مع نهاية الألف الثالث وبداية الألف
الثاني ق.م، وخلال فترة الحضارة البابلية- الآشورية القديمة, وفترة الخابور في
(18) موقعاً، وخلال فترة الحضارة الميتانية في (16) موقعاً، وخلال فترة
الحضارة البابلية - الآشورية الوسيطة في (12) موقعا، و في الحضارة الآرامية-
البابلية – الآشورية الحديثة في (15) موقعاً، وخلال فترة الحضارة الأخمينية-
الهلنستية في (12) موقعاً، وخلال فترة الحضارة البارثية- الرومانية في (17)
موقعاً، ليتراجع إلى (10) مواقع خلال فترة الحضارة البيزنطية- الساسانية،
وخلال فترة الحضارة العربية الإسلامية في (25) موقعاً.
المصادر والمراجع
BAGHDO,A.
2003(A) Halaf(Tell) (Guzana) ,Arabic Encyclopedia,Volume(8)
,Damascus 2003, P: 477
2003(B) Hamoukar ,Arabic Encyclopedia,Volume(8) , Damascus 2003, P:612
2006 Al Fekeheriyeh(Tell) ,Arabic Encyclopedia,
Volume(14), Damascus 2006,P:327-328
BAGHDO,A. MARTIN,L .
2002 Tell Abu Hagira ,Arabic Encyclopedia,
Volume(6),Damascus2002, P:808-809
McMAHON.AU .TUNCA .O , AND BAGHDO,A.
2001 New Excavation at Chagar Bazar, 1999-
2000,Iraq LXIII 2001,P: 201-222
PRUSS,A. BAGHDO,A
2002 TELL FACHRIYE ,Bericht Uber Die Erste Kampagne
Der Duetsch-Syrischen Ausgrabungen2001,
Mitteilungen Der Duetschen Orient-Gesellschaft Zu
BERLIN, Nummer134,BERLIN2002, P:311-329
TUNCA ,O. BAGHDO,A
2008 Chagar Bazar (Syrie) III Les trouvailles
épigraphiques et sigillographiques
du chantier I (2000-2002) LOUVAIN.
TUNCA ,O. BAGHDO,A. CRUELLS,W
2006 Chagar Bazar( SYRIE) I, Les Sondages
Pre'historiques (1999-2001),LOUVAIN.
TUNCA ,O. McMAHON,Au . BAGHDO,A.
2000 (A) Première campagne de Fouille A` Chagar Bazar
(Syrie).Orient Express 2000/1:8-9
2000 (B) Deuxième campagne de Fouille A` Chagar
Bazar (Syrie).Orient Express 2000/4: 91-94
2007 Chagar Bazar( SYRIE) II, Les Vestiges (Post-
Akkadiens) Du Chantier D Et E’tudes Diverses,
LOUVAIN.
خارطة
مواقع التنقيب الأثري في محافظة الحسكة
بين
عامي (1850-
2006م)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق