البحث الأثري عند أوستن هنري لايارد Austen
Henry Layard
في تل
عجاجة - TELL AGAGA
ويقع على الضفة اليمنى لنهر الخابور،
ويبلغ طوله وعرضه في الجهات الشمالية والشرقية والغربية حوالي 500م،
على حين يبلغ عرضه في الجهة الجنوبية 140م،
ويرتفع عن السهول المحيطة به حوالي 15م،
وهو أحد التلال الخمسة التي تضم بقايا مدينة "عربان"،
وهو
الاسم
الذي
كان
يُعرف
به
الموقع
في
العصور
اليونانية،
وكانت
تلك
المدينة
إحدى أعظم مدن الخابور خلال فترة الحضارة العربية الإسلامية،
وقد تردد اسمها عند الرحالة العرب في تلك الفترة وحتى مطلع القرن العشرين،
ويُذكر أن "نور الدين الزنكي"
بنى
عندها
جسراً
لعبور
نهر
الخابور.
بدأت الدراسات الأثرية لسهول الخابور مرحلتها الأولى
في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي وذلك عندما ورد نبأ للباحث الإنكليزي
أوستن
هنري
لايارد" الذي كان يعمل في موقع نمرود أنه تم اكتشاف
تمثالين كبيرين في تل عجاجة ، مما دعاه إلى تنظيم حملة استكشافية لاحقة
في ربيع عام 1850م، حيث أجرى فيها سبرين طوليين في التل،
عثر من خلالهما على بقايا قصر آشوري، وعدد من التماثيل كالثور المجنح ،
وكؤوس عليها نقوش، وخمس منحوتات تمثل ثلاثة ثيران لها رأس إنسان وسبع،
وجني، وهكذا قادت تلك الشواهد إلى اعتقاد العلماء بأن هذا التل يخفي في ثناياه
مدينة "شاديكاني"
التي
ورد
ذكرها
في
سجلات
الملوك
الآشوريين
الذين
مرّوا
في
هذه
المنطقة
في
القرن
التاسع
ق.م ,حدد نيرا ري، تيكولتي نينورتا، آشورناصر بعل الثاني.
واستطاع العالم
"ج. سميث" اعتماداً على النصوص المسمارية المكتشفة في الموقع
بتعريف هذا التل الفخم بمدينة "شاديكاني" . وكان هذا هو التل الوحيد الذي أمكن معرفة
اسمه الأصلي في منطقة الخابور.
كما أجرى لايارد أيضاً أبحاثاً أثرية في الخابور الأعلى كشفت عن بقايا قناة قرب
تل مجدل Tell Mijdel .
بين عامي 1982- 1990م عملت بعثة أثرية سورية
برئاسة
أ."أسعدمحمود"
في تل عجاجة، وأكدت المكتشفات الأثرية التي حققتها البعثة أنَّ الاستيطان في الموقع
مر
بثلاث
مراحل :
احتوت
على (19) طبقة أثرية ساعدت في تحديدها الكسر الفخارية المكتشفة في كل طبقة.
وتبين أن المرحلة الأولى تعود إلى فترة الحضارة العربية الإسلامية الطبقات:
1- 8،
أما المرحلة الثانية فتعود إلى فترة الحضارة البيزنطية الطبقات 9-16،
وتعود المرحلة الثالثة إلى فترة الحضارة الآشورية الحديثة، القرن التاسع ق.م
الطبقات :17-19،التي
عثر
بداخلها
على
المبنى
الذي
يشبه
القصر
المؤلف
من
صالة
استقبال
طويلة،
كشف
في
جهتها
الضيقة
على
ممر
مزين
بمنحوتات
لعضادات
البوابات،
وعدة
غرف
مبنية
من
اللبن،
أرضياتها
مبلطة
بالطين
المشوي- الآجر،
توضع
فوقها
تمثال
لاماسو (Lamassu)، وهو ثور مجنح له رأس إنسان نحت من الحجر
الكلسي،ذو ارتفاع 1م وعرض 92سم.
وهناك شاهدة تمثل جني مجنح من الحجر الكلسي ذو ارتفاع 75سم، وعرض 68سم
الغرفة
(B)، إضافة لمنحوتة من الحجر الكلسي، وهي عبارة عن نحت نافر يمثل ثوراً
مجنحاً أمام شجرة نخيل
ذات ارتفاع 78سم، وعرض 126سم، عثر عليها في مدخل الغرفة(A).
ومن اللقى الأثرية الهامة التي عثر عليها في الموقع دبوس من الحجر عليه
كتابة مسمارية، وقطع عاجية نافرة ومزخرفة بالخط الآشوري.
بقلم د.ع.بغدو
المرجع : مائة وخمسون عاماً من البحث الأثري في الجزيرة السورية -دمشق 2009
تمثال الثورالمجنح |
شاهدة تمثل جني مجنح |
منحوتة من الحجر الكلسي تمثل ثور مجنح |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق