البحث الأثري عند ماكس فون أوبنهايم في تل حلف
M. Von. oppenheim
TELL HALAF-GUZANA
يقع تل حلف على الضفة اليمنى لنهر الخابور بالقرب من الحدود
السورية التركية، وذلك على بعد 3كم جنوب غرب منطقة
رأس العين السورية، ويرتفع الموقع عن السهول المحيطة به
حوالي 26م. تبين خطوط التسوية الحالية أن مخطط الموقع خلال
العصر الحديدي المتشكل أساساً من مخطط مستطيل
الشكل 600×360م، وهومحاط بنظام دفاعي من الدكّات الجدارية
المتضمنة أبراجاً ذات مسافات منتظمة، يُذكر أن المدينة السفلى
تحيط بالمدينة العليا التي تبلغ مساحتها 150×200 م
وهي متموضعة في الجهة الشمالية المركزية.
ومع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، ومن خلال أعمال المسح
التي أُجريت عام 1899م لإنشاء سكة حديد بغداد سمع الدبلوماسي
والعالم الأثري الألماني "ماكس فون أوبنها يم" أن سكان تل حلف
عثروا على حجارة غريبة أثناء حفرهم أحد القبور فمثل للموقع
لتحري الخبر، وبعد ثلاثة أيام من الحفر والتنقيب في الموقع عثر
على واجهة لأحد المعابد، وتبين له أن التل غني بالآثار،
وكان لا بد له من الحصول على رخصة للقيام بحفريات أثرية على
نطاق واسع، فأجّل مشروعه إلى وقت آخر.
وفي عام 1910م ترك ماكس فون أوبنهايم عمله كدبلوماسي،
واصطحب معه في العام التالي 1911م عدة أشخاص وتوجه إلى
منطقة رأس العين حاملاً معه إجازة صادرة عن وزارة المعارف
العثمانية تخوله حق التنقيب عن الآثار لمدة عشر سنين في تل حلف،
حيث عمل في التل المذكور على مرحلتين:
الأولى كانت بين عامي 1913-1911
م،
والثانية كانت بين عامي 1929- 1927
م.
أما عن نتائج تنقيباته في المرحلة الأولى التي تمت خلال سنوات قليلة
فقد تمكن أوبنهايم من استكشاف معظم المدينة المرتفعة، والعديد من
الجدران الدفاعية، وبعض المباني الخارجية، وقد ترك عدداً كبيراً
من المنحوتات التي عثر عليها في مخزن بالموقع الذي كان يقيم
فيه خلال الحفريات، ولكن المكان تهدَّم عندما استخدم كحصن
بين عامي 1918-1925م.
ومن ثمّ عاد للموقع عام 1927م ، وأعاد التنقيب عن المنحوتات
السابقة فترك جزءاً منها في مدينة حلب، وهي تشكل جزءاً أساسياً
من معروضات متحف حلب الوطني، وأخذ الباقي معه إلى مدينة برلين،
وهناك أعاد ترميمها في قاعة لمصنع سابق سماه /متحف تل حلف /،
وخلال هجوم جوي في العام 1943م اشتعل المكان واحترقت معظم
المنحوتات ودمرت أغلب الأدوات. وفي عام 1944م تم نقل آلاف الكسر
العائدة للتماثيل إلى أقبية متحف فنون الشرق القديم التابع لمتحف
البرجامون Pergamon في برلين،
ومنذ عام 1999م بدأ العمل في مشروع إعادة ترميم التماثيل في متحف
فنون الشرق الأدنى ببرلين أيضاً.
وقد تمكن من حصر فترتين رئيستين من السكن في الموقع كالتالي:
ـــ الفترة الأولى : فترة الألف السادس ق.م، والتي تم الكشف من خلالهاعن
عدد من المجموعات الفخارية المتعددة الألوان التي استعملت في تلك الفترة.
كما كشف من مخلفات تلك الفترة عن مجموعة كبيرة من المواضيع
المزخرفة بطلاء جميل لامع نفذ أساساً على جرار وزبادي ذات أشكال مختلفة،
يضاف إليها مجموعة مميزة من الأواني النحاسية و الأدوات الصوانية
وتماثيل مصنوعة باليد وآنية حجرية .
هذا وقد جرى كشف مشابه لهذه اللقى في العديد من المواقع المنتشرة
حتى جنوب القوقاز شمالاً، ومنطقة ماهيداشت في إيران شرقاً،
وحتى أوغاريت على الساحل السوري غرباً، وإلى رأس آلامية جنوب
بلاد الرافدين جنوباً. وقد عثر على هذه الطبقة على عمق 22 متراً
شمالي سفح التل قرب النبع المتدفق الذي يصب في مجرى نهر الخابور.
ـــ الفترة الثانية: تعود إلى بداية الألف الأول ق.م، وهذا مايدعونا للاستنتاج
إلى أن الموقع قد هجر لحوالي ثلاثة آلاف وخمسمائة عام ليعود إلى الوجود
من جديد.
كما كشفت أعمال التنقيب عن مدينة محصنة بسور مستطيل تألفت من حيّين
رئيسين هما: الحي السكني، والحي الملكي المحاط بسور دفاعي تقوم فيه
المدينة المرتفعة، حيث عثر بداخلهما على بناء هام يسمى المعبد - القصر،
وقد وُجدت على أحجاره كتابات تشير إليه تارة باسم معبد، وأخرى باسم القصر.
ما يدل على أن "كابارا بن خاديانو" أحد ملوك جوزانا الذي ورد اسمه على
البناء كان قد استخدم أحجار معبد سابق في بناء القصر الذي بناه حسب نموذج
متميز عرف ببيت هيلاني / البيت العالي /. وكان يتم الدخول إلى القصر
عبر مدخل يؤدي إلى باحة مكشوفة مسورة، ثم هناك درج كبير من الحجر
المنحوت، وهو مزخرف بنماذج فريدة، وهناك باحة تؤدي إلى مدخل عريض
بأبعاد 9×6م، وقد تميزت أساسات الواجهة الأمامية بوجود منحوتات لأسود
وثيران ومناظر صيد لأسود وغيرها من المشاهد.
و كانت معظم هذه النماذج باتجاه المدخل الذي يستند على ثلاثة أعمدة مزخرفة
تمثل رجلين يقفان على ليث وثور، وامرأة تقف على لبوة وجميعها منحوتة
بالطريقة ذاتها، يلي المدخل صالة أولى مستطيلة الشكل
ذات أبعاد 36.75×5.22م
.ثم كان هناك مدخل ثان أصغر من المدخل الأول بعرض 4 م،
وقد زينت واجهته بتماثيل لكائنات خرافية تفرض على الداخل للمعبد شعوراً
مهيباً بل مخيفاً، وبالقرب من أحد هذه التماثيل عثر على قبر ملكي غني باللقى،
يلي المدخل الثاني الصالة الثانية قاعة العرش ذات الأبعاد 36،75×8م،
حيث وجد في وسطها موقداً معدنياً ضخماً بأبعاد 140×120×20سم
يتحرك على أربع عجلات.
حيث وجد في وسطها موقداً معدنياً ضخماً بأبعاد 140×120×20سم
يتحرك على أربع عجلات.
أمَّا إلى الشرق من القصر فتقوم بوابة ضخمة تربط بينه وبين بقية أقسام
الحي الملكي، وتؤدي إلى ساحة عامة أمام القصر سميت بوابة العقرب
نحتت عليها كائنات لها رأس إنسان، وصدر طير، وجسم عقرب.
الحي الملكي، وتؤدي إلى ساحة عامة أمام القصر سميت بوابة العقرب
نحتت عليها كائنات لها رأس إنسان، وصدر طير، وجسم عقرب.
تضمنت المنحوتات التي زينت الواجهة الجنوبية من البناء بدءاً من الزاوية
الغربية والشرقية وحتى بوابة القصر أنماطاً مختلفة: جنوداً واقفين مع أسلحتهم،
أو في وضع مبارزة، أوصيد، وحيوانات من خيول: ثيران، أسود، غزلان،
طيور، أسماك، ثعابين وغيرها، بالإضافة إلى مخلوقات متمازجة تتضمن:
الإنسان العقرب - الإنسان السمكة - الرجال الثيران - الأسود المجنحة -
وشكل آدمي برأس أسد، كما تضمنت أيضاً مشاهد دينية.
الغربية والشرقية وحتى بوابة القصر أنماطاً مختلفة: جنوداً واقفين مع أسلحتهم،
أو في وضع مبارزة، أوصيد، وحيوانات من خيول: ثيران، أسود، غزلان،
طيور، أسماك، ثعابين وغيرها، بالإضافة إلى مخلوقات متمازجة تتضمن:
الإنسان العقرب - الإنسان السمكة - الرجال الثيران - الأسود المجنحة -
وشكل آدمي برأس أسد، كما تضمنت أيضاً مشاهد دينية.
ثمة خصوصية لفن تل حلف المتوضع في أقصى الممالك الآرامية شمال سورية
الذي عرف لفظ القرية في السجلات الآشورية باسم جوزان ا (Guzana)،
والتي هي مركز المنطقة المسماة ببيت بحياني، حيث كان قد عثر بداخله
على العديد من الرقم المسمارية الطينية للحاكم كابارا بن خاديانو،
وهي خصوصية مختلفة عن أي من الفنون المقارنة في سورية الأمر
الذي دفع إلى الاعتقاد باختلاف المورث الحضاري لهؤلاء الفنانين.
الذي عرف لفظ القرية في السجلات الآشورية باسم جوزان ا (Guzana)،
والتي هي مركز المنطقة المسماة ببيت بحياني، حيث كان قد عثر بداخله
على العديد من الرقم المسمارية الطينية للحاكم كابارا بن خاديانو،
وهي خصوصية مختلفة عن أي من الفنون المقارنة في سورية الأمر
الذي دفع إلى الاعتقاد باختلاف المورث الحضاري لهؤلاء الفنانين.
وفي موقع تل حلف كما في باقي مواقع شمال سوريا في بداية الألف الأول ق.م،
وجدت متعة في صناعة المنحوتات ذاتها، إذ نحت الفنانون ما كانوا قد رأوه،
أو سمعوه، أو تخيلوه في كثير من العبقرية والشجاعة.
وجدت متعة في صناعة المنحوتات ذاتها، إذ نحت الفنانون ما كانوا قد رأوه،
أو سمعوه، أو تخيلوه في كثير من العبقرية والشجاعة.
أما الموقع الثاني الذي عمل فيه أوبنها يم عام 1929م فهو:
موقع جبلة البيضا Site Gebelet Elbeda المتموضع في حصون
جبل عبد العزيز الجنوبية الشرقية على بعد 70كيلو متراً من تل حلف ،
حيث وجدت ثلاث منحوتات على عمق تراوح بين 3.5- 4 م ،
جعلته يجزم أن جبلة البيضا كانت مقراً يعبد فيه ملوك تل حلف الآلهة.
وكان قد زاره عام 1913م, وعثر فيه على جزء من تمثال يعود إلى
الألف الثالث ق.م .
موقع جبلة البيضا Site Gebelet Elbeda المتموضع في حصون
جبل عبد العزيز الجنوبية الشرقية على بعد 70كيلو متراً من تل حلف ،
حيث وجدت ثلاث منحوتات على عمق تراوح بين 3.5- 4 م ،
جعلته يجزم أن جبلة البيضا كانت مقراً يعبد فيه ملوك تل حلف الآلهة.
وكان قد زاره عام 1913م, وعثر فيه على جزء من تمثال يعود إلى
الألف الثالث ق.م .
بعد توقف أعمال التنقيب في تل حلف مدة 77عاماً بدأت عام 2006م
بعثة أثرية سورية- ألمانية مشتركة أعمال البحث الأثري في الموقع برئاسة
"عبد المسيح بغدو" عن الجانب السوري، ود. "لوتس مارتين" من متحف برلين
عن الجانب الألماني في ثلاثة قطاعات، وكان هدفها الرئيس في أول
موسم تنقيبي إعادة اكتشاف المنشآت والأبنية التي اكتشفها "ماكس فون أوبنهايم"
في المدينة المرتفعة، ومقارنتها مع الشبكة الطبوغرافية الجديدة واستكمال النتائج
وزيادة المعلومات لعلم دراسة الطبقات بهدف تأريخها بشكل دقيق.
بعثة أثرية سورية- ألمانية مشتركة أعمال البحث الأثري في الموقع برئاسة
"عبد المسيح بغدو" عن الجانب السوري، ود. "لوتس مارتين" من متحف برلين
عن الجانب الألماني في ثلاثة قطاعات، وكان هدفها الرئيس في أول
موسم تنقيبي إعادة اكتشاف المنشآت والأبنية التي اكتشفها "ماكس فون أوبنهايم"
في المدينة المرتفعة، ومقارنتها مع الشبكة الطبوغرافية الجديدة واستكمال النتائج
وزيادة المعلومات لعلم دراسة الطبقات بهدف تأريخها بشكل دقيق.
عملت البعثة في القطاع (A) المتوضع في الجزء الشرقي من منطقة القصر-المعبد
بجانب البرجين الغربيين لبوابة العقرب، حيث عثرفي الجهة الشرقية منه
- المربع: 6806 - على غرفتين مبنيتين من اللبن أرضياتها مبلطة بالطين
المشوي، بلغت سماكة جدرانها 1م، وعثر في داخلها على مجموعة فخارية،
وأدوات برونزية، وخرز، ووزنتين من الحجر البازلتي، تعود جميعها إلى
القرن السابع ق.م، كما تم الكشف عن جدران مبنية من اللبن تعود
إلى الفترة الهلنستية المربع 7009.
بجانب البرجين الغربيين لبوابة العقرب، حيث عثرفي الجهة الشرقية منه
- المربع: 6806 - على غرفتين مبنيتين من اللبن أرضياتها مبلطة بالطين
المشوي، بلغت سماكة جدرانها 1م، وعثر في داخلها على مجموعة فخارية،
وأدوات برونزية، وخرز، ووزنتين من الحجر البازلتي، تعود جميعها إلى
القرن السابع ق.م، كما تم الكشف عن جدران مبنية من اللبن تعود
إلى الفترة الهلنستية المربع 7009.
وتم التعرف في القطاع (B) على سوية وصلت سماكتها إلى 4.5م عثر بداخلها
على أرضية من اللبن تعود إلى عصر الحديد، ومجموعة كسر فخارية تعود
إلى فترة حلف، و فترة عبيد، والعصر الحجري النحاسي أي النصف الأول
من الألف الرابع ق.م، وإلى عصر الحديد. توضع تحتها بناءان دائريان-Tholos
أحدهما مملوء بتربة رمادية غير محفوظ بشكل جيد، وتشير الكسر الفخارية
أنهما يعودان إلى فترة حلف الأوسط أو المتأخر.
على أرضية من اللبن تعود إلى عصر الحديد، ومجموعة كسر فخارية تعود
إلى فترة حلف، و فترة عبيد، والعصر الحجري النحاسي أي النصف الأول
من الألف الرابع ق.م، وإلى عصر الحديد. توضع تحتها بناءان دائريان-Tholos
أحدهما مملوء بتربة رمادية غير محفوظ بشكل جيد، وتشير الكسر الفخارية
أنهما يعودان إلى فترة حلف الأوسط أو المتأخر.
بهدف دراسة طبقات المنطقة المسماة بالقصر الشمالي الشرقي الذي كشف
عنه أوبنهايم، والذي أرخه بالفترة الآرامية تم الكشف في الجهة الشمالية
من القطاع /C/ عن ثلاث أرضيات أقدمها مغطاة بشكل جزئي بواسطة
الجدار الشمالي، وفي الجهة الجنوبية تم التعرف على جزء من أرضية
فناء لمنـزل مبلطة بالطين المشوي، ومقسمة إلى عدة غرف صغيرة ضمَّت
سويتين استيطانيتين، عثر في داخلها على أواني فخارية، وأختام طينية،
وأدوات برونزية وعظمية تعود إلى بدايات القرن السابع ق.م.
عنه أوبنهايم، والذي أرخه بالفترة الآرامية تم الكشف في الجهة الشمالية
من القطاع /C/ عن ثلاث أرضيات أقدمها مغطاة بشكل جزئي بواسطة
الجدار الشمالي، وفي الجهة الجنوبية تم التعرف على جزء من أرضية
فناء لمنـزل مبلطة بالطين المشوي، ومقسمة إلى عدة غرف صغيرة ضمَّت
سويتين استيطانيتين، عثر في داخلها على أواني فخارية، وأختام طينية،
وأدوات برونزية وعظمية تعود إلى بدايات القرن السابع ق.م.
وإلى الشرق منها كشف عن عدة حفر تعود إلى الفترة الهلنستية ساعدت
على معرفة ثلاث أرضيات من اللبن لهذا القصر أقدمها توضع على عمق 5م،
وكشف عن غرفة وصل ارتفاع جدرانها إلى 2م،
وعن العديد من الجدران القصر المكتشف سابقاً.
على معرفة ثلاث أرضيات من اللبن لهذا القصر أقدمها توضع على عمق 5م،
وكشف عن غرفة وصل ارتفاع جدرانها إلى 2م،
وعن العديد من الجدران القصر المكتشف سابقاً.
بقلم د.ع.بغدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق