رجل عشق تراب وطنه وأخلص له، أراد أن يترجم هذا العشق بشكل علمي فآثر التسلح بالعلم لخدمته، وها هو اليوم يحمل شهادة الدكتوراه في علوم الآثار وهي الرابعة من نوعها على مستوى سورية.. إنه الدكتور "عبد المسيح حنا بغدو" مدير آثار محافظة "الحسكة".
موقع eHasakeh التقى د."عبد المسيح" الذي حدثنا بداية عن نشأته بالقول: «أنا من
مواليد مدينة "الحسكة" لعام /1967/، درست في مدارس مدينة "الحسكة"، أنتمي لأسرة متوسطة الحال، أبي كان موظفاً في مالية "الحسكة" ووالدتي ربة منزل لكنهما كانا يبذلان كل ما بوسعهما لكي لا نحتاج للسؤال وشغلهما الشاغل هو دراستنا.
ولعل إصرار والديّ على تعليمنا، حمّلنا مسؤولية أكبر للبذل فنحن أربعة أشقاء بنتان وشابان وجميعنا يحمل الإجازة الجامعية من اختصاصات مختلفة.
بعد حصولي على الشهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي عام /1986/ التحقت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- قسم التاريخ في جامعة "دمشق"، وتخرجت فيها عام /1990/ ولشغفي الكبير بالتاريخ قررت أن أتابع دراساتي العليا ففي عام /1991/ وبنفس الكلية حصلت على دبلوم التأهيل والتخصص في الآثار بمرتبة جيد، وفي عام /2005/ أكملت دراساتي العليا في معهد الآثار في أكاديمية العلوم الروسية بمدينة "موسكو" وحصلت فيه بتاريخ /15/1/2010/ على شهادة الدكتوراه وهي الشهادة الرابعة على مستوى سورية بهذا الاختصاص، عنوان أطروحة الرسالة كان "تاريخ تطور البحث الأثري في الجزيرة السورية- محافظة الحسكة"».
وعن سبب اختياره لهذا العنوان والمادة العلمية لرسالته يبين "بغدو": «"الجزيرة السورية" مادة تاريخية دسمة وهذا ما أثبتته أعمال التنقيب الأثري خاصة في العقود الأربعة الأخيرة، قبل تلك الاكتشافات كانت تعتبر "الجزيرة" منطقة عبور، لكن تغير الكثير من المفاهيم حول أهمية المنطقة، وأثمرت جهود البحث الأثري في المواقع الأثرية بـ"الجزيرة" عن وجود مناطق حضارية متطورة جداً وأكدت أن شمال بلاد ما بين النهرين هي من أهم المناطق التي تطورت بها الزراعة وتربية الحيوان، ومن هنا بدأت حضارة المزارعين الأوائل الذين قدموا أهم خطوة في تطور اقتصادات المجتمع التي تعتمد على الزراعة والتجارة وتبادل المواد الأولية، وأثبتت أن "الجزيرة السورية" لا تقل أهمية عن شرق وجنوب بلاد الرافدين من حيث الدور التاريخي الذي لعبته هذه المنطقة في عصور مختلفة.
كان اكتشاف إيبلا عظيماً وذا أهمية كبيرة في الوقت الحاضر، لكن النتائج التي حصلنا عليها من المواقع الأثرية في
ولعل إصرار والديّ على تعليمنا، حمّلنا مسؤولية أكبر للبذل فنحن أربعة أشقاء بنتان وشابان وجميعنا يحمل الإجازة الجامعية من اختصاصات مختلفة.
بعد حصولي على الشهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي عام /1986/ التحقت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- قسم التاريخ في جامعة "دمشق"، وتخرجت فيها عام /1990/ ولشغفي الكبير بالتاريخ قررت أن أتابع دراساتي العليا ففي عام /1991/ وبنفس الكلية حصلت على دبلوم التأهيل والتخصص في الآثار بمرتبة جيد، وفي عام /2005/ أكملت دراساتي العليا في معهد الآثار في أكاديمية العلوم الروسية بمدينة "موسكو" وحصلت فيه بتاريخ /15/1/2010/ على شهادة الدكتوراه وهي الشهادة الرابعة على مستوى سورية بهذا الاختصاص، عنوان أطروحة الرسالة كان "تاريخ تطور البحث الأثري في الجزيرة السورية- محافظة الحسكة"».
وعن سبب اختياره لهذا العنوان والمادة العلمية لرسالته يبين "بغدو": «"الجزيرة السورية" مادة تاريخية دسمة وهذا ما أثبتته أعمال التنقيب الأثري خاصة في العقود الأربعة الأخيرة، قبل تلك الاكتشافات كانت تعتبر "الجزيرة" منطقة عبور، لكن تغير الكثير من المفاهيم حول أهمية المنطقة، وأثمرت جهود البحث الأثري في المواقع الأثرية بـ"الجزيرة" عن وجود مناطق حضارية متطورة جداً وأكدت أن شمال بلاد ما بين النهرين هي من أهم المناطق التي تطورت بها الزراعة وتربية الحيوان، ومن هنا بدأت حضارة المزارعين الأوائل الذين قدموا أهم خطوة في تطور اقتصادات المجتمع التي تعتمد على الزراعة والتجارة وتبادل المواد الأولية، وأثبتت أن "الجزيرة السورية" لا تقل أهمية عن شرق وجنوب بلاد الرافدين من حيث الدور التاريخي الذي لعبته هذه المنطقة في عصور مختلفة.
كان اكتشاف إيبلا عظيماً وذا أهمية كبيرة في الوقت الحاضر، لكن النتائج التي حصلنا عليها من المواقع الأثرية في
يدافع عن رسالته |
"الجزيرة السورية" من الصعب تقديرها وهي لا تقل أهمية عن الاكتشافات الأثرية في إيبلا لذا كان الهدف من مادتي العلمية لرسالة الدكتوراه هو إبراز الدور الحضاري للـ"جزيرة السورية" /محافظة الحسكة/ منذ آلاف السنين وتبيان ما قدمته للحضارة الإنسانية، وذلك من خلال ما توصلت إليه معاول المنقبين ودراسات الباحثين وتسليط الضوء على نتائج البحث الأثري الذي تم في الكثير من المواقع الأثرية من قبل البعثات الأثرية التي عملت في هذه المنطقة منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي وحتى الآن ووضع أهم نتائج أعمال هذه البعثات بين أيدي الباحثين والمؤرخين والمفكرين والمهتمين والمثقفين».
وعن مسيرته الوظيفية ومشاركاته في أعمال التنقيب الأثري يتابع حديثه بالقول: «في عام /1991/ شاركت بالتنقيب الأثري مع البعثة الأثرية السورية- الفرنسية المشتركة في موقع "ابن هاني" بمحافظة "اللاذقية" ومع البعثة الأثرية البولونية العاملة في تل "رد شقرا" من محافظة "الحسكة" بعدها ذهبت لتأدية خدمة العلم في الفترة ما بين عامي /1992-1994/ لأعود بعدها وأباشر العمل بدائرة آثار الحسكة بصفة معاون رئيس شعبة آثار، في /1995/ تم تسميتي معاوناً لرئيس دائرة آثار الحسكة ثم كلفت عام /1996/ برئاسة دائرة آثار "الحسكة" وما زلت على رأس عملي حتى تاريخه.
أما عن أعمال البحث والتنقيب التي قمت بها منذ عام /1995/ وحتى عام /2008/ فلنبدأ من البعثات السورية وهي: كنت عضواً في البعثة الأثرية السورية في "تل بويض" أعوام /1995-1998/، ومديراً للبعثة الأثرية السورية في "تل فخيرية" عام /1996/، ومديراً للبعثة الأثرية السورية في "موقع أبو جداري" عام /1997/، ومديراً للبعثة الأثرية السورية في "موقع الفرحية" عام /2000/، ومديراً للبعثة الأثرية السورية للمسح الأثري في منطقة جبل "عبد العزيز" و"وادي الخابور" عام /2002/، ومعاون مدير البعثة الأثرية السورية في "تل مبطوح شرقي" أعوام /2002-2003/ ومديراً منذ عام /2004/، ومديراً للبعثة الأثرية السورية في "تل غويران" بين عامي /2003-2007/، ومديراً للبعثة الأثرية السورية في "تل الحسكة" منذ عام /2008/.
أما مشاركتي في البعثات المشتركة السورية- الأجنبية فهي كالتالي:
تهنئة حارة من مدير المعهد الروسي |
كنت عضواً في البعثة الأثرية السورية- الألمانية المشتركة في "تل جنديرس" من محافظة "حلب" عام /1996/، ومعاون مدير الجانب السوري في البعثة الأثرية السورية- الأوروبية المشتركة في "تل بيدر" أعوام /1997- 1998-2002/ ومديراً منذ عام /2003/، مديراً للجانب السوري في البعثة الأثرية السورية- البلجيكية المشتركة في "تل شاغر بازار" منذ عام /1999/، ومديراً للجانب السوري في البعثة الأثرية السورية- الألمانية المشتركة في "تل فخيرية" عام "2001"، معاون مدير الجانب السوري في البعثة الأثرية السورية- البولونية المشتركة في "تل عربيد" عام /2004/، مديراً للجانب السوري في البعثة الأثرية السورية- الألمانية المشتركة في "تل حلف" منذ عام /2006/.. وكذلك كانت لي مشاركات في البعثات الأجنبية وهي أيضاً: المشاركة بالتنقيب الأثري مع البعثة الأثرية البولونية في "تل رد شقرا" عام /1995/، المشاركة بالتنقيب الأثري مع البعثة الأثرية الأمريكية في "تل زيادة" عام /1995/، المشاركة بالتنقيب الأثري مع البعثة الأثرية الإنكليزية في "تل براك" أعوام /1997- 1998/، المشاركة بالتنقيب الأثري مع البعثة الأثرية الألمانية في "تل خنيدج" عام /1997/، المشاركة بالتنقيب الأثري مع البعثة الأثرية الروسية في "تل خزنة" أعوام /1997- 1998- 2000- 2001- 2003/، المشاركة بالتنقيب الأثري مع البعثة الأثرية الفرنسية في "تل مشنقة" أعوام /1998-2000/، المشاركة بالتنقيب الأثري مع البعثة الأثرية السويسرية في "تل الحمدي" عام /1999/، المشاركة بالتنقيب الأثري مع البعثة الأثرية الألمانية في "تل دغيرات" أعوام /2002- 2003/، المشاركة بالتنقيب الأثري مع البعثة الأثرية الإيطالية في "تل بري" أعوام /2006- 2007- 2008/».
أما عن منشوراته من أبحاث علمية وأعمال البحث والتنقيب الأثري فيضيف "البغدو": «الأبحاث المنشورة في هيئة الموسوعة العربية- الجمهورية العربية السورية هي: "تل أبو حجيرة"- المجلد السادس ص (808-809)- "دمشق" /2002/، "تل حلف"- المجلد الثامن ص (477)- "دمشق" /2003/، "تل حمو كار"- المجلد الثامن ص(612)- "دمشق" /2003"، "تل شاغر بازار" و"تل فخيرية"- المجلد الرابع عشر ص (327-328)- "دمشق" /2006/، وهناك نتائج البحث لعدة مواقع منشورة باللغة الفرنسية في كتاب وقائع الآثار السورية.. كما هناك
بغدو في أحد المواقع الأثرية |
مشاركات بندوات علمية مثل: عضواً في اللجنة العلمية بالندوة الدولية "الجزيرة السورية.. التراث الحضاري" والصلات المتبادلة التي أقيمت في مدينة "دير الزور" عام /1996/، المشاركة بالندوة الدولية الثانية لتاريخ "الفرات الأوسط" وآثاره في مدينة "الرقة" عام /2004/ حيث ألقيت محاضرة بعنوان: "مقبرة من البرونز القديم في تل شاغر بازار"، وأخيراً كتاب "مئة وخمسون عاماً من البحث الأثري في الجزيرة السورية"».
ثم ختم الدكتور "عبد المسيح بغدو" حديثه: «لعبت منطقة "الجزيرة السورية" دوراً حضارياً من خلال رفد العلم والعلماء والباحثين منذ الألف الثالث وحتى فترة الحضارة العربية، وهنا نحن لا نشكك بدور الآخرين لكن الدور الأساسي هو تراب وخزائن هذه الأرض العربية الطيبة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق