2018/08/10

التعرف على أول استقرار للإنسان في تل غويران يعود إلى فترة أوروك أي الألف الرابع قبل الميلاد.


*البحث الأثري في تل غويران TELL GUWERAN:



يقع تل غويران على الضفة اليمنى لنهر الخابور على بعد300 متر

 إلى الجنوب من مركز مدينة الحسكة، أبعاده80×60م، ويرتفع عن

الأرض العذراء 11متر، يحد الموقع من جميع الاتجاهات شوارع منظمة.

أول من تعرف على تل غويران البعثة الأثرية الألمانية برئاسة

 د."هارتموت كونه"عام 1977م، وذلك أثناء قيامها بأعمال المسح الأثري

 للتلال المنتشرة على جانبي نهر الخابور، والتي أكدت أنه كان كبير

 الحجم وواسع الامتداد، لكن الطريق القادم من دير الزور إلى الحسكة

 اخترق منتصفه، واقتطع جزءاً كبيراً منه، ومن خلال دراسة الكسر

 الفخارية المنتشرة على سطح التل تبين للبعثة الألمانية أنه يعود إلى

 كل من العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي.

وفي عام 2003م بدأت بعثة أثرية سورية أعمالها التنقيبية في الموقع

 برئاسة "عبد المسيح بغدو"، ومن خلال أعمال التنقيب المنهجي التي

تمت  خلال أربعة مواسم تبين أن العصور التي مر بها الموقع هي

: "- فترة أوروك الحديث - فترة فجر السلالات الباكرة الثالثة-

الفترة الأكادية - فترة الحضارة العربية الإسلامية".



وقد تمّ الكشف في السوية العائدة إلى فترة أوروك الحديث المتوضعة

 على الأرض العذراء المربع : B2 عن أجزاء من غرف مبنية من اللبن

 عثر بداخلها على لقى فخارية وبرونزية وعظام حيوانية، 



توضع فوقها مباشرة السوية العائدة إلى فترة فجر السلالات الباكرة الثالثة

 المربعات B2-B3-C2-C3،

: حيث عثر بداخلها أجزاء من أبنية مبنية من اللبن ضمَّت

  حوضاً مبنياً من اللبن، أرضيته وجدرانه مجصصة، وعلى أجزاء

 من منشأة معمارية مبنية من اللبن على شكل برجين، وصل ارتفاع الجدار

 الغربي إلى3.50م، وعرضه 1.20 م

وفي المربعات C2,C3,C4,B3,B4 تم التعرف ضمن السوية العائدة

 إلى الفترة الأكادية على جدران وأجزاء من غرفة مبنية من اللبن القاسي،

 جدرانها مطلية بالجص، بلغ ارتفاعها 50سم لها مدخل من الجهة الجنوبية،

 وعلى حفرة عثر بداخلها على لقى فخارية قواعد- جرار-كأس- طاسة.





أمّا في السوية العائدة إلى فترة الحضارة الإسلامية فقد تمّ الكشف عن منشأة

 معمارية احتوت على أبنية مبنية من مادة الحجر الكلسي الأبيض،

 وكانت جدرانها مبنية بمادة اللبن، وكذلك أرضياتها كانت مجصصة،

 يفصل بينها شوارع تتصل بعضها ببعض عبر مداخل احتوت على أحواض

 مجصصة، وتنانير وإسطبلات، ودور للسكن، وتم التعرف على عدة منازل،

 منها ثلاثة في الجهة الشمالية من التل، تألف المنـزل الأول والثاني من غرفتين

 وفسحة، عثر في داخل كل منها على تنور. وكشف في المنـزل الثاني عن

 درج يؤدي إلى الطابق العلوي، على حين بلغت مساحة البيت الأول

 32متر مربع، أما الثاني 36 متر مربع وتألف المنـزل الثالث من ثلاث

 غرف إحداها لها سقف مقنطر مساحته 5،59م2/، ولو قارنّا ما كشف

 في تل غويران مع ما تم الكشف عنه في موقع بالس المتوضع على

 نهر الفرات لتبين أن مساحة المنازل المكتشفة في الموقعين متشابهة،

 وبأنها تعود إلى نفس الفترة.



أمّا اللقى الأثرية الهامة التي كشف عنها في هذه المنشأة فهي نقود فضية،

 وأدوات برونزية أساور- دبابيس - ملاعق، وأسرجة فخارية مزججة،

 ودمى حيوانية، وقوارير زجاجية، وطبعات أختام مصنوعة من الحجر

البازلتي والطين المشوي عليها نقوش هندسية.




هذا وإنّ جميع المكتشفات في الموقع تؤكد أنه تم الاستيطان فيه خلال

فترة أوروك الحديث، وازدهر خلال النصف الثاني من الألف الثالث ق.م،

 وبلغ أوج ازدهاره وأصبح مدينة متكاملة خلال فترة الحضارة العربية الإسلامية-

الفترة الأيوبية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلادي.


المرجع : بغدو ,عبدالمسيح . مائة وخمسون عاماً من البحث الأثري

        في الجزيرة السورية - دمشق  2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق