2012/06/01

قصة الثور المجنح ورمزيته في تل عجاجة الأثري بالحسكة.




                               جنيا مجنحا                      اللاماسو أو الثور المجنح


الحسكة - سانا
21 أيار , 2012
  نزار حسن

على بعد نحو 40 كم جنوب الحسكة وعلى الطريق القديم الذي يربطها بمحافظة دير الزور يقع تل عجاجة الذي يعد نموذجا للتلال الأثرية في الجزيرة السورية من حيث تدرج الاستيطان البشري فيه واللقى الأثرية التي عثر عليها.
                                                                                   

ويبين الدكتور عبد المسيح بغدو مدير دائرة الآثار بالحسكة أنه منذ نهاية الثمانينيات من القرن الماضي وبداية التسعينيات منه باشرت بعثة أثرية وطنية البحث والتنقيب في التل برئاسة أسعد محمود حيث أكدت المكتشفات الأثرية التي حققتها البعثة أن الاستيطان البشري في الموقع مر بثلاث مراحل احتوت على 19طبقة أثرية ساعدت في تحديدها الكسر الفخارية المكتشفة في كل طبقة وتبين أن المرحلة الأولى تعود إلى الفترة العربية الإسلامية أما المرحلة الثانية فتعود إلى فترة الحضارة البيزنطية.

ويعتبر الدكتور بغدو أن المرحلة الثالثة التي تعود إلى فترة الحضارة الآشورية الحديثة في القرن التاسع قبل الميلاد من اهم الفترات المكتشفة في التل حيث عثر على مبنى يشبه القصر مؤلف من صالة استقبال طويلة كشف في جهتها الضيقة على ممر مزين بمنحوتات لعضادات البوابات وعدة غرف مبنية من اللبن أرضيتها مبلطة بالطين المشوي وتوضع فوقها تمثال لاماسو وهو ثور مجنح له رأس إنسان نحت من الحجر الكلسي يبلغ ارتفاعه مترا وعرضه 92 سم.

ويضيف مدير دائرة الآثار أن من اللقى المهمة في التل أيضا العائدة إلى الفترة الآشورية شاهدة تمثل جنيا مجنحا من الحجر الكلسي ارتفاعها 75 سم وعرضها 68 سم ومنحوتة من الحجر الكلسي عبارة عن نحت نافر يمثل ثورا مجنحا أمام شجر نخيل ذات ارتفاع 78 سم وعرض 126 سم كما عثر في الموقع على دبوس من الحجر كتب عليه باللغة المسمارية وقطع عاجية نافرة ومزخرفة بالخط الآشوري.

وعن أجزاء اللاماسو أو الثور المجنح الذي عثر عليه في تل عجاجة ورمزية كل قسم منه يرى الدكتور بغدو أن لاماسو كلمة آشورية قديمة تعود أصولها إلى اللغة السومرية التي كانت تطلق هذه اللفظة على أنثى الجن التي تحمي المدن والقصور والمعابد الدينية حيث توزعت هذه التماثيل في مناطق الانتشار الآشوري الحديث,وفي فترة الألف الثاني قبل الميلاد وما بعد ولاسيما في منطقة بلاد الرافدين و منطقة الجزيرة السورية.

ويشير مدير دائرة الآثار إلى أن أقسام الثور المجنح مزيج من عناصر القوة لدى الكائنات الحية فرأس الإنسان رمز للحكمة والمعرفة وجسد الثور للقوة والشدة و جناحا النسر للمجد والسيطرة وقدما الثور على الرسوخ والثبات و أن استخدام هذه الرموز المجتمعة في تمثال متفاوت الأحجام يقف أمام مداخل المدن يبعث الرهبة والخوف في قلوب أعداء و غزاة هذه المدن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق