2018/08/02

النقوش الحجرية المكتشفة في موقع خشام من أولى المواقع الكبرى للفن الصخري القديم وأقدمها ,وأندرها في العالم.



البحث الأثري في موقع خشام SITE KHISHAM :



يبتعد موقع خشام وآثار منطقة الحمة مسافة  35كم شمال غرب مدينة الحسكة

 بطول 30كم، وعرض 18كم، ويرتفع عن سطح البحر 493م،

 يحده من الشمال أراضي زراعية، ومن الشرق وادي عويج، ومن الجنوب

نهر الخابور، ومن الغرب وادي زر كان.

في عام 1995م اكتشف صدفة خمسة نقوش في الصخر في موقع خشام،

 وبناء عليه أجريت بعد ذلك حملتا استكشاف ، ورفع للمعطيات فيما بين

 عامي 1998-1999م حيث تم خلالها تحديد ستة تجمعات من النقوش الحجرية،هي:

(ضبعانخشام - باشوكيتل بيدركفرا - خان ومرة)، وباستثناء تل بيدر فقد شملت

 هذه المواقع بقايا آثار معمارية حجرية مدورة ومستطيلة، وهي عبارة عن مساكن كبيرة،

 وأسوار، وجدران صغيرة.

نتيجة لهذه الاكتشافات فقد بدأت عام 2001 م بعثة أثرية سورية - بلجيكية مشتركة أعمال

 البحث في الموقع برئاسة "أخالد أحمو - أسامة المشرف - جوان عصمت الله القاسم

 - قاسم محمدبالتتابع عن الجانب السوري من المديرية العامة للآثار و المتاحف،

 و برئاسة د. "بول لوي فان بيرغ"من جامعة بروكسل الحرة عن الجانب البلجيكي.

وقد بيّنت أعمال البحث الأثري التي قامت بها البعثة لعدة مواسم احتواء الطبقة الصخرية

 على مواد أثرية تعود إلى عصور مختلفة، بدءاً من عصر الباليوليت الأوسط وحتى القرن

 التاسع عشر الميلادي، وبأن تاريخ الاستيطان في هذه المنطقة استمر منذ الألف الرابع ق.م

 وحتى فترة الحضارة العربية الإسلامية.

وقد تم التعرف في موقع خشام (2) المتوضع في الجهة الغربية من الحمة على أساسات

 لعديد من المباني المختلفة الأحجام والأشكال، وذلك ما بين المستطيل والمربع والدائري،

 وكانت جميعها مبنية من أحجار بازلتية ضخمة، وبقايا منازل، وتصوينات، وجدران صغيرة

 ،ومنشآت ذات وظائف متعددة.

كما كشفت أعمال التنقيب عن العديد من الغرف عثر بداخلها على عدة قبور وجد في داخل

 إحداها العديد من الهياكل العظمية، ومشبك نصف دائري، وخرزة زجاجية، و قرطين

 نحاسيين، ومجموعة من الكسر الفخارية التي تعود بمجملها إلى الفترة الأشورية الحديثة،

 كما تم الكشف عن منشآت صغيرة، ومواقد دائرية، وعلى مصيدتين؛ الأولى تقع في الجهة

 اليمنى من وادي كاخورت، والثانية في الجهة اليسرى منه، وتعد المصيدة الأولى من أضخم

 المصائد على الإطلاق بطول يقارب 1كم واحد لم يبق منها سوى أساسات لجدران مبنية من

 الحجر البازلتي، كما احتوت هذه الأساسات على ثمانية أبراج دفاعية يعتقد أنها استخدمت

 للصيد.

       وقد عثر في داخلها على/500/ نقش حجري نُفذ بعضها بطريقة الطرق، والآخر نُفذ

 بطريقة الخدش، لكن الأوضح أنه نُفذ بطريقة الدق، وتضمنت هذه النقوش مواضيع مختلفة؛

 منها تمثل منشآت ذات أشكال ما بين الدائرية والمربعة، وأشكال أدمية، وصراع الإنسان مع

 الحيوان، أو ترويض الحيوانات، ودينية كوقوف الآلهة على حيوانات، وأسطورية كإنسان

 برأس حيوان، ونقوش لعقارب ووعول وصيد الأبقار والأسود والغزلان، وبعض التشكيلات

 كالسيوف والفؤوس والرماح، وأخرى لأعمال زراعية كالحراثة.

 وعثر في موقع خشام (1) على مجموعة كسر فخارية تعود إلى الألف الثالث ق.م كما تم

 التعرف على (219) نقش حجريوقد امتازت معظم مواضيع هذه النقوش برسومات

 لحيوانات رباعية الأرجل كالماعز و الغزلان، وتأليه الحيوانات، وأشكال بشرية على شكل

 آلهة و نقوش لثيران، وخيول، وكلاب، وأسود تصطاد حيوانات، وبعض الحيوانات مرسومة

 بشكل خطي وتشبه إلى حد بعيد التخطيط المثلثي وهي توحي بأنها تعود إلى الألف الثالث ق.م.

و في موقع باشكوي الواقع إلى الشمال من موقع خشام (1- 2) 

تعرفت البعثة على عشرة أبنية مستطيلة و دائرية الشكل مبنية من الحجر البازلتي،

وعلى (87) نقش حجري ذات مواضيع مشابهة لما كشف عنه في

 موقع خشام (1) و (2). و بين موقع تل بيدر وقرية قصرك تم

 التعرف على (8) نقوش حجرية، تضمن اثنان منها نقش لمصيدتين.

 وإلى الشمال الغربي من تل بيدر على بعد 3كم أظهرت أعمال البحث الأثري في موقع

 كفرا عن مستوطنة ضمَّت مجموعة أبنية حجرية تم الكشف عن إحداها وهو بناء مبني بشكل

 هندسي تألف من عدة غرف تلتف حول فناء ضخم بمساحة 850 م، وبمقارنة الفخار

 المكتشف في الموقع مع فخار خشام /2/ تمكنت البعثة من معرفة الفترة التاريخية التي تعود

 إليها تلك المستوطنة، وهي الفترة الآشورية الحديثة.

 وتم التعرف في الموقع على ثلاثة طرق في عملية إنتاج فن النقش الصخري في موقعي

كفرا،وكفرا شرقي وذلك من خلال (1487) نقش حجري، الأولى بطريقة التفتيت وذلك 

بطرق الصخر بشكل مباشر، والثانية بطريقة الحفر بواسطة أداة حادة، والثالثة بطريقة الحز،

 وتضمَّنت هذه النقوش مواضيع مختلفة من نقوش الحيوانات غزلان وعولأسود-حمير

بغال(، ومشاهد مهاجمة الأسود والوعول، ونقوش تضيق الخناق على الحيوانات داخل

 مصائد، وبعضها الآخر مشاهد لأشكال هندسية توحي بأنها مخطط مدينة، بالإضافة إلى نقش

 لعربة بأربع عجلات يعتقد أنها تعود إلى الألف الثالث ق.م، وأشكال بشرية على شكل آلهة

 بأذرع مرفوعة، ونقوش تُمثل مشاهد صيد أسود ووعول يتم اصطيادها من قبل الإنسان،

 ومشهد آخر لوعل يضرب من قبل كلب أو أسد.

وضمَّ موقع عين نابيا /123/ نقشاً صخرياً.

وإلى شمال غرب موقع خشام بمسافة 20كم تم التعرف في موقعي خان ومرة على مجموعة

 أبنية مبنية من الأحجار البازلتية تمتد لمسافة واحد كيلومتر باتجاه شمال-جنوب حيث يوجد

 على القمة طريق يمتد مسافة 100متر مرصوف بالحجارة عرضه 3م اتجاهه من الغرب 

إلى الشرق، ويوجد على طرفيه آثار لبيوت قديمة، وكشف أيضاً عن /100 / نقش 

حجري،وبعض الكسر الفخارية والصوانية تعود إلى الألف الثاني قم،

 ومن النقوش الصخرية الهامة التي تم التعرف عليها عربة يجرها حيوانان.

  وفي موقع عين العبد الذي يبتعد 10كم شرق ناحية تل تمر على يسار الطريق 

المؤدي إلى مدينة القامشلي تم التعرف على أدوات تعود إلى العصر الحجري الحديث،

 وعلى /125/ نقشاًصخرياً مزخرفة بطريقة الحفر تضمَّنت صوراً لتأليه الحيوانات

  مثل  الماعز، الأسد، الثيران، الكلاب، الجمال، الخيول، الفيلة ،

 وأشكالاً بشرية على شكل آلهة  أشكال بأذرع مرفوعة فوق

 حيوانات، فرسان،صيادون، ورماة ونقشين لأشخاص على شكل رموز مقدسة 

معظم هذه المواضيع تعود إلى الألف الأول ق.م.

  وبين موقع عين العبد ومنطقة الحليوا تم التعرف على مصيدتين مخربتين 

ومنشآت دائرية،كما عثرعلى أكثر من/450/ نقشاً حجرياً من بينها إحدى

 عشرة مركبة، اثنتان منها تمثلان مشهد تقديم الأضاحي، ومشاهد دينية أخرى.

 وفي الجهة الجنوبية الغربية من الحمة تم اكتشاف /170/ نقشاً حجرياً في موقع أم ركبة

(1-2)، ولوحظ وجود نقوش عربية نقشت فوق النقوش القديمة، بالإضافة إلى صور تشكيلية

 لمعدات الصحراء، ومن بين النقوش الحيوانية الشائعة الجمال، الغزلان، الخنازير، 

وسيطرتالأسلحة من  رماح، أقواس، سيوف على معظم الأشكال، ووجدت بعض 

المواد المقدسة كالرمح ثلاثي الشعب، وأشكال لنقوش متنوعة كالفرسان الراكبة

 على الجمال، ويعتقد بأن هذه النقوش الصخرية تعود إلى الألف الأول ق.م.

وإلى الشرق من أم ركبة تم التعرف في موقع عب الناقة على ثلاث مصائد 

في وادي النجمة،وعلى مبان حجرية دائرية، وأسوار وبقايا منازل،

 وعلى /1000/ نقش حجري تضمَّنت أشكالاً إنسانية وحيوانية حيث تشير

 الجمالوالخيالة وأقدام الجنود أنها تعود إلى الربع الأخير من الألفالأول ق.م، 

 ونقوش لمصائد برية حيث تظهر إحدى النقوش عربتين داخل

 مصيدة، وحيوانات عاشبة تأكل من شجرة صغيرة يعتقد أنها تعود 

إلى العصر الأشوري الحديث

  إن المكتشفات التي تحققت في وادي النجمة بينت غناه بالمنشآت المعمارية 

والنقوش الحجرية العائدة إلى الألف الأول ق.م، بينما النقوش الحجرية التي

  تم التعرف عليها في الجانب الشرقيمن الحمة تعود بشكل رئيسي إلى

  الألف الثالث والثاني ق.م، وإن وفرة نقوش الجمال في وادي النجمة

 تؤكد أن طرق القوافل اتبعت مجرى نهر الخابور وربما وادي زركان،

لكنها لم تمر في وادي عويج.

 وفي موقع الحرباوي المتوضع في الجهة الجنوبية من الحمة تم التعرف 

على خمس مصائد، ومقبرة صغيرة، ومجموعة أبنية دائرية،

 وعلى /1660/ نقش حجري منها نقوش لعربات،ونصوص لكتابات

  عربية قديمة، ومشاهد لصراع حيوانات، ومشاهد صيد.

وإلى الجنوب الشرقي من موقع الحرباوي تم التعرف في موقع كون عطار

 على أسوار دائرية ومستطيلة، وعلى/130/ نقش حجري منه

مشاهد لمصائد برية، وأشكال بشرية وحيوانية،ومشاهد لعربات.

كما تمّ التعرف في موقع الرحمانية على /21/ نقشاً حجرياً، 

وفي موقع أم المسامير على /43/ نقشاً حجرياً،

 وفي موقع هرم شداد على /14/ نقشاً حجرياً،

 وفي موقع الهلالية على /15/ نقشاً حجرياً.

وفي موقع المقبرة تم التعرف على أشكال مختلفة من العمارة، 

ومنازل مستطيلة ودائرية محاطة بجدران نصف دائرية،

 وأسوار مستطيلة ومصائد برية، بالإضافة إلى العديد من النقوش

 الصخرية باللغة العربيةوإلى الجنوب من موقع خشام /2/ تم التعرف 

في موقع ضبعان على /52/ نقشاً حجرياً 

إن العديد من المواقع الصخرية الجدارية معروفة منذ نحو ثلاثين سنة في

 الشرق الأدنى من أرمينيا إلى اليمن، ومن الإمارات العربية المتحدة

 حتى وادي النيل، لكن النقوش الصخرية في الجزيرة السورية تعتب

ر أولى المواقع الكبرى للفن الصخري القديم التي تمت دراستها بشكل

 منهجي في القطر العربي السوري.

لقد زودت دراسة النقوش الحجرية في موقع خشام ومنطقة الحمة - 

التي وصل عددها في نهايةموسم عام 2006مإلى (6204 نقشاً حجرياً

  - البحث العلمي بنتائج قيّمة، وخاصة مواضيع النقوش التي تم

 مقارنتها مع الفن الرافدي.

فموضوع الإنسان ذو الأرجل المرسومة بشكل خطي والجذع على شكل

 مثلث انتشر في حضارة عبيد الشمالي الحديث العائدة

 إلى نهاية الألف الخامس وبداية الألف الرابع ق.م.

وموضوع الإنسان الذي يسيطر على حيوانين وهو يضع يديه عليهما

 انتشر في بلاد الرافدينخلال الألف الرابع ق.م

 أما موضوع العربة ذات الأربع عجلات التي يجرها حيوانين فقد كان

 سائداً في عصر فجر السلالات الباكرة الثالثة، 

وصراع الإنسان مع الليث انتشر في الألفالثالث ق.م

 أما صراع الحيوانات مع بعضها البعض فقد انتشر في الألف الثاني ق.م.

 وموضوع الأشخاص الذين يخرجون سيوفهم ويلوحون بها إلى الأعلى يوحي

 الشكل العام أنهاتعود إلى العصر الهلنستي،

  أما المواضيع الدينية الآلهة - الشياطين فتبين أنها تعود إلى الفترة الأخمينية.

وأخيراً تُعد الاكتشافات التي حققتها البعثة في منطقة الحمة بشكل عام وفي موقع 

خشام بشكلخاص من نقوش حجرية، ومصائد برية، ومباني سكنية،

  وعمارة مكشوفة في غاية الأهمية، كونها تفيد في فهم البيئة

 المحلية لهذه المنطقة الحضارية عبر العصور.


المرجع : بغدو ,عبدالمسيح . مائة وخمسون عاماً من البحث الأثري

        في الجزيرة السورية - دمشق  2009







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق