2011/01/31

سويات تاريخية ولقى آثرية في تل غويران الأثري بالحسكة

بمحاذاة الطريق القادم من دير الزور باتجاه مركز مدينة الحسكة يجثم تل غويران الأثري الصغير على الضفة اليمنى لنهر الخابور إلى الجنوب من مركز المدينة بطول 80 مترا وعرض 60 مترا مرتفعا عن سطح الأرض 11 مترا تحده الشوارع من جهاته الأربع.

ودلت المكتشفات في الموقع أنه تم الاستيطان فيه خلال فترة أوروك الحديثة وازدهرت خلال النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد وبلغ أوج ازدهاره و أصبح مدينة متكاملة خلال فترة الحضارة العربية الإسلامية خلال الفترة الأيوبية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين .
و أشار الدكتور عبد المسيح بغدو رئيس دائرة الآثار بالحسكة إلى أن أول من تعرف على التل هي البعثة الأثرية الألمانية برئاسة الدكتور هاتموت كونه عام 1977 وذلك أثناء قيامها بالمسح الأثري للتلال المنتشرة على جانبي نهر الخابور والتي أشارت إلى انه كبير الحجم وواسع الامتداد لكن الطريق القادم من دير الزور إلى الحسكة اخترق منتصفه واقتطع جزءا كبيرا منه ومن خلال دراسة الكسر الفخارية المنتشرة على سطح التل تبين للبعثة الألمانية أنه يعود بتاريخه إلى العصر الحجري الحديث والبرونزي.
وفي عام 2003 بدأت البعثة الأثرية السورية أعمالها في التل من خلال التنقيب المنهجي على أربعة مواسم تبين خلالها أن التل مر بعصور فترة أوروك حديث وفترة فجر السلالات الباكرة الثالثة و الفترة الأكادية وفترة الحضارة العربية الإسلامية .
وأضاف بغدو تم الكشف في السوية العائدة إلى فترة أوروك المتوضعة على الأرض عن أجزاء من غرف عثر بداخلها على لقى فخارية وبرونزية وعظام حيوانية توضعت فوقها مباشرة السوية العائدة إلى فترة فجر السلالات الباكرة الثالثة عثر بداخلها على أجزاء من أبنية من اللبن ضمت حوضا وأرضية وجدرانا مجصصة وأجزاء من منشأة معمارية على شكل برجين وصل ارتفاع جدارها الغربي 5ر3 امتار.
ولفت رئيس دائرة الآثار إلى انه تم التعرف ضمن السوية العائدة إلى الفترة الأكادية على جدران وأجزاء من غرفة مبنية من اللبن القاسي جدرانها مطلية بالجص بلغ ارتفاعها 50سم لها مدخل من الجهة الجنوبية وعلى حفرة عثر بداخلها على لقى فخارية تتضمن قواعد وجرارا وكأسا وطاسة.
أما السوية العائدة إلى فترة الحضارة الإسلامية فقد تم الكشف فيها عن منشأة معمارية احتوت على أبنية من الكلس الحجري الأبيض وكانت جدرانها مبنية من مادة اللبن وكذلك أرضياتها مجصصة تفصل بينها شوارع تتصل ببعضها عبر مداخل احتوت على أحواض مجصصة وإسطبلات ودور للسكن وتم التعرف على عدة منازل منها ثلاثة في الجهة الشمالية من التل تألف المنزل الأول والثاني من غرفتين وفسحة عثر بداخلها على تنور وكشف في المنزل الثاني عن درج يؤدي إلى الطابق العلوي وتألف المنزل الثالث من ثلاث غرف إحداها لها سقف مقنطر مساحته 5ر5 امتار مربعة.
وأكد بغدو أن اللقى الأثرية التي كشف عنها تتمثل بنقود فضية وأدوات برونزية أساور دبابيس - ملاعق واسرجة فخارية مزججة ودمى حيوانية و قوارير زجاجية وطبعات أختام مصنوعة من الحجر البازلتي و الطين المشوي عليها نقوش هندسية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق