2009/09/03

آثاره تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد ..-موقع تل بيدر نابادا من أوائل المواقع التي تم تأهيلها سياحياً في الحسكة

موقع تل بيدر الأثري نابادا من أوائل المواقع التي تم تأهيلها سياحياً في محافظة الحسكة.بدأت التنقيبات الأثرية فيه عام 1992 عبر بعثة أثرية سورية أوروبية مشتركة بالتنسيق مع المركز الأوروبي لدراسات الميزوبوتاميا الأعلى والموقع عبارة عن مصاطب طبقات كانت محمية بجدارين مزودين بسبع بوابات.

وقال عبد المسيح بغدو مدير آثار الحسكة أمس إن التنقيبات الأثرية دلت على أن تاريخ الاستيطان في موقع تل بيدر يعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد نحو2100 إلى 2900 قبل الميلاد.

وفي نابادا اكتشفت الوثائق المبكرة المكتوبة في سورية حوالي 2425 قبل الميلاد وذلك فى الوقت الذى كانت فيه المدينة بلدة رئيسة لمملكة ناغارا تل براك وقد تضاءل حجم المدينة بشكل واضح في الفترة الأكادية ما بين 2350-2100 قبل الميلاد.

وأوضح مدير آثار الحسكة أن البعثة الأثرية المشتركة العاملة في الموقع تتابع أعمالها سنويا وشملت آخر المكتشفات الأثرية للبعثة التعرف على القصر الشرقي وأجزاء من معبد إضافة إلى الساحة المبلطة باللبن المشوى الواقعة عند المدخل الجنوبي والتي يحيط بها عدد من الغرف وعثر ضمن هذه السوية العائدة إلى منتصف الألف الثالث قبل الميلاد على رقيم مسمارى ومجموعة من طبعات الأختام.

وأشار بغدو إلى أن هناك مكتشفات أثرية بالغة الأهمية في موقع تل بيدر منذ بداية التنقيبات الأثرية فيه تتضمن أربعة معابد تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد ويتألف كل منها من مجموعة غرف وساحات مرصوفة باللبن المشوى وقنوات لتصريف المياه إضافة إلى وجود عدد من الزخارف الدينية والممرات والاروقة المرصوفة بالقرميد المشوي.

وهناك قصر المدينة العلوي الذي يتمركز في الجزء الشمالي ويعود تاريخ بنائه إلى نحو 2500 قبل الميلاد بينما تغير مخطط القصر الأرضي مرتين في القرن التالي حيث استعمل كمركز الادارة لنابادا واقليمها وتمركزت فيه سلطات المدينة والزوار وخصص أحد الأجنحة لتخزين البضائع القيمة وتمركزت فيه الحكومة المدنية بينما بقيت الادارة والمقاطعات الخاصة فى الطابق الثانى الذي تهدم عن طريق الحت.

ومن ضمن آثار الموقع كذلك القصر الهلينستى لتل بيدر والذي يعتبر استمرارا للارث الميزوبوتامى القديم والذي احتل مكانه في التل خلال السنوات الأخيرة للحكم الأغريقي أو في بدايات الاستيطان البارثي للمنطقة ويدل حجم العمارة التي اكتشفت في مساحة محددة من التل على بناء متماثل رسمى هام يضم عدة أجنحة فيها ساحة وقاعات وغرف متتالية بينما واجهة المبنى الغربية محصنة بسلسلة من الدعائم والتجاويف المتناوبة.

وتشمل آثار الموقع بيت الرقم وحي البيت الخاص الذي يتألف من غرف بأحجام متنوعة تتمركز على جانبى شارع مرصوف بالحجارة البازلتية ويتوسط الشارع قناة لتصريف المياه ويوجد عدد من المنازل على جانبي هذا الشارع وكشفت التنقيبات الأثرية حوالي 141 رقيماً مسمارياً تحت أرضيات ثلاث غرف وبالمحصلة تم الوصول إلى حوالي 230 وثيقة مكتوبة اكتشفت إلى حد الآن في تل بيدر نابادا مؤرخة إلى حدود سنة 2400 قبل الميلاد وتم العثور على معظم هذه الرقم المسمارية فى بيوت خاصة ووجد بعضها فى قصر المدينة العلوى وفى أبنية خاصة بالنشاطات الادارية وكانت هذه الرقم تستخدم لكتابة الاغراض الادارية وصناعة كرات طينية تجارية عليها طبعات أختام ووجد من هذا النوع ما يقارب 30 قطعة منتشرة فى المدينة وتشهد على استعمال الكتابة فى أعمال التصدير والاستيراد.

وتضم آثار تل بيدر المكتشفة كذلك بوابة الاكروبوليس الشارع الرئيسي والتي تقع على الحدود الجنوبية للاكروبوليس وتعتبر من أكثر الابنية أهمية تلك المرتبطة منها بالقوة المحلية والمتمركزة فى أعلى المدينة كالقصر والمعابد والأبنية الادارية وورشات العمل المتصلة بالمعابد والمخازن وتأتي أهميتها الوظيفية من كون الابواب مفتوحة بشكل متتال وموجودة في أعلى الدرج المصنوع من بلاطات بازلتية وتقع البوابة الرئيسة في بداية الشارع الرئيسى للقصر والساحة الأمامية الجنوبية وتعتبر المدخل الرسمى لنابادا حيث ترتبط بالشارع الرئيسي وبمدخل القصر في المدينة العليا.

أما الشارع الرئيسي فهو يسير بخط مستقيم وتتخلله أربع مصاطب مختلفة المساحات ويستمر ممتدا حتى مدخل القصر وتخترق الشارع الرئيسي في قسمه الأعلى قناة حجرية مرتبطة بشبكة رئيسة للصرف تشمل المدينة بالكامل حيث تبدأ من ساحة الاستقبال في القصر وتنتهي عند الساحة الامامية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق