2011/08/04

حموكار- TELL HAMOUKAR



تل حموكار- الحرية






تل أثري يبعد 160كم إلى الشمال الشرقي من مدينة الحسكة، على الطريق الواصل بين الحسكة واليعربية، بالقرب من الحدود السورية العراقية، وتبلغ مساحته الكلية 103هكتارات. وتشير طبوغرافية الموقع إلى أنه يتألف من عدة كتل رئيسة، يحيط بها سور.


بدأ التنقيب في الموقع عام 1999، من قبل بعثة أثرية سورية - أمريكية مشتركة. وتشير الكسر الفخارية المنتشرة في الموقع، إلى أنه استوطن لأول مرة في عصر حلف وعبيد المتأخر، في الألف الخامس قبل الميلاد. ومن أعمال التنقيب المنهجي التي تمت في ثلاثة مواسم، تبين أن العصور التاريخية التي مرت على الموقع هي: عصر الحضارة العربية الإسلامية، وعصر الحضارة الآشورية الحديثة، في الألف الثالث ق.م (العصر الأكادي وعصر نينوى /5/)، وفي الألف الرابع ق.م، وعصر أوروك بمراحله الثلاثة.

أجرت البعثة سبراً في القطاع /A/، وكشفت عن عدة سويات تعود إلى عصر أوروك المتوسط الشمالي، أي نحو 3700ق.م، أُقيم فوقها جدار بعرض أربعة أمتار وارتفاع ثلاثة أمتار، مبني من مادة اللبن ذي الشكل المستطيل والحجم الكبير، ومن خلال السبر المدرج في القطاع/F/، تبين أن هذا الجدار هو سور المدينة العائد إلى منتصف الألف الرابعة ق.م، وفوق الجدار كُشف عن ثلاث سويات تعود إلى عصر أوروك المتأخر، تعاقبت فوقها سويتان تعودان إلى عصر نينوى /5/ والعصر الأكادي، تليها مباشرة سوية تعود إلى عصر الحضارة العربية الإسلامية المبكرة، تمثلها غرفة صغيرة مبنية من الطين المشوي.


وكُشف في القطاع /B/ عن مجموعة منازل وحفر، تعود إلى عصر أوروك الوسيط، وعُثر في أحد المنازل على ثماني عشرة طبعة ختم من الطين، استُخدمت كأغطية لأوان فخارية، نُقشت عليها أشكال إنسانية وحيوانية ونباتات، اكتُشف ما يشبهها في تركيا وشمالي العراق، وهي دليل على وجود علاقات اقتصادية وتجارية بينها، واكتُشفت حفر كبيرة مملوءة بالنفايات والرماد، وهي مخلفات أفران كبيرة بيضوية الشكل، وعُثر على أحدها سالماً مبنياً على شكل قبة، وفي إحدى الحفر التي يُعتقد أنها قبر، عُثر على عظام بشرية وخرز وطبعات أختام، ودمى مصنوعة من العظم، عُثر على شبيه لبعضها في تل براك.

وكُشف في القطاع /C/ عن سويتين أساسيتين، الأولى:تعود إلى العصر الآشوري الحديث، احتوت على أجزاء من منازل وأقنية لتصريف المياه، إضافة إلى قبور عُثر في داخلها على هياكل عظمية ولقى أثرية تلتها سوية تعود إلى 2100ق.م، عُثر في داخلها على مجموعة من كسر فخارية تثبت أن الموقع لم يُهجر بعد سقوط الامبراطورية الأكادية. وفي السوية الثانية العائدة للعصر الأكادي، كُشف عن أجزاء من غرف مبنية من مادة اللبن، وتشير طريقة بناء الجدران إلى أنه قصر أو مبنى حكومي مهم.

ومن التنقيب في ثلاثة قطاعات أخرى، تم الكشف عن أجزاء من بيوت سكنية وأماكن عمل عُثر بداخلها على مجموعة من الجرار الفخارية العائدة إلى الربع الأخير من الألف الثالثة ق.م.

أكدت المكتشفات المعمارية واللقى الأثرية في تل حموكار أهمية هذا الموقع، الذي كان مجتمعاً متقدماً وراقياً اقتصادياً واجتماعياً، وأدى دوراً مهماً في الزراعة وفي العلاقات التجارية آنذاك، ولاسيما في عصر أوروك في منتصف الألف الرابعة ق.م.

عبد المسيح بغدو- تل حمو كار- الموسوعة العربية-المجلد الثامن- ص(612)- دمشق 2003م 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق