-البحث الأثري
في تل في
تل أبو حجيرة TELL ABU HAGIRA / 1-2-3
/:
يقع تل أبو حجيرة 1 على بعد 20كم شمال غرب مدينة
الحسكة،
ويتموضع على
الضفة اليمنى لوادي
عويج، وهو بيضوي
الشكل،
تبلغ
أبعاده حوالي 250×200م،
ويرتفع عن السهول
المحيطة به 16م
تل أبو حجيرة
. وبنتيجة أعمال
المسح الأثري الذي
أجراه فريق سوري- ألماني عام
1987م
شمال مدينة
الحسكة تم اختيار
تل أبو حجيرة لعملية التنقيب،
فتألفت بعثة أثرية
مشتركة للعمل
فيه عام 1988 م برئاسة
د. "أنطوان سليمان"من المديرية
العامة
للآثار والمتاحف
عن الجانب السوري،
و د."لوتس مارتين" من المعهد
المركزي
للدراسات الشرقية
في برلين عن
الجانب الألماني، واستمر
العمل ثلاثة مواسم
متعاقبة.
وبهدف
التعرف على السويات
الحضارية والمعالم المعمارية
في التل أجرت
البعثة
في الموقع
أربعة أسبار وأعمال
تنقيب في قطاعين.
هذا
وقد تمّ التعرف
في السبر الأول
على أربع عشرة
طبقة أثرية، تعود
إلى العصر
البرونزي القديم
المبكر أي بداية
الألف الثالث ق.م.
وفي السبر الثالث
على سبع
مراحل معمارية
ضمَّت خمساً وأربعين
طبقة أثرية تعود
إلى فترة فجر
السلالات
الباكرة الثالثة
والفترة الأكادية.
واستناداً إلى تواجد
التوضعات المعمارية في
الأسبار
الأربعة
فقد تم الحصول
على عدة سويات
تؤرخ ما بين
2800
-2200ق.م.
وتم
أيضاً الكشف في
القطاع (A) على منشأة
معمارية تعود إلى
فترة فجر السلالات
الباكرة الثالثة،
وإلى الفترة الأكادية،
وقد احتوت على
عدة غرف مبنية
من اللبن ذا
القياس
2 و9 و 12م ،
وقد استخدم بعضها
كمستودعات، حيث عثر
بداخلها على
أوعية تخزين
صغيرة، وكانت بعض
الغرف مفصولة بممرات
ضيقة، ومبنية
بحجارة بشكل
أفقي، وقد تراوح
عرض تلك الحجارة
ما بين 1.2و2م،
والمنشأة تتصل
بطريق يفصل القرية
إلى حيين سكنيين
يقود إلى مركز
القرية
الذي يصل بدوره
إلى الوادي الذي
كان نهراً دائم
الجريان في الألف
الثالث ق.م، والذي
كان السبب الرئيس
لإقامة القرى في
العصر البرونزي القديم.
كما
تم اكتشاف ستة
عشر قبراً لأطفال
منها قبور دفن
من اللبن، وقد
وُجد فيها
مجموعة من
الأواني الفخارية، والعقود،
والأساور، والدمى.
حيث تمّ وضع
الموتى
فيها بشكل
وضعية الجنين، ونتيجة
التحليل تبين أن
الأطفال الذين دفنوا
في هذه
القبور تتراوح
أعمارهم من سبعة
أشهر إلى السنة،
وهناك قبور دفن
ضمن
جرار فخارية
لم توضع فيها
أية مواد، ونتيجة
التحليل تبين أن
أعمار الأطفال
المدفونين فيها
لم تتجاوز سبعة
أشهر.
وفي
القطاع /B/ تم الكشف
عن معبد يعود
إلى فترة فجر
السلالات الباكرة الثالثة،
وهو يتألف
من بناء مستطيل
الشكل، وباحة شرقية
وأخرى شمالية، ومبنى
مؤلف
من ثلاث
غرف. بلغ طول
المعبد 9.5م، وعرضه
3.5م، ووصل
ارتفاع
جدرانه
في بعض الأماكن
إلى 1.5م.
ينقسم المعبد إلى
قسمين؛ غرف مستطيلة،
وأخرى مربعة،
أي صالة وحرم،
حيث تنتشر أعمدة
متقابلة على الجدارين
المتوازيين والممتدين
من الشمال إلى
الجنوب بمسافات قصيرة
ومتساوية.
وهذه
الأعمدة هي عبارة
عن عقود على
شكل أقواس مقنطرة
تتوضع المصطبة
في الحرم
على الضلع الجنوبي،
بينما يقع مدخله
في أقصى الطرف
الشمالي من
الجدار الشرقي.
أمّا
في الطرف الشمالي
من الباحة الشمالية
فقد أقيم مبنى
مؤلف من ثلاث
غرف
متلاصقة، كما
شيدت العقود على
جدران هذا المبنى
من الداخل.
ومن
اللقى الأثرية الهامة
التي كشف عنها
في التل مجموعة
من الأختام الأسطوانية،
وأدوات مصنوعة
من البرونز، منها: مناجل، ورأس
رمح، وقلادة،
وخنجر
بطول 22.4سم.
إضافة إلى دمى
إنسانية صغيرة، وعربة
صنعت
من
الطين، ومجموعة من
الأدوات الحجرية مثل: هاون، ومدقات
مصنوعة
من
البازلت، وأواني طبخ
مصنوعة من الفخار.
إنَّ
أهمية تل أبو
حجيرة / 1 / تأتي من
خلال المكتشفات الأثرية،
وخاصة الناحية
المعمارية والأثرية، ويؤلف
التل وحدة حضارية
متكاملة
خلال
الألف الثالث ق.م مع
التلال المنتشرة على
طول نهر العويج
الذي
كان
يجري في وادي
الرجلة.
كما أجرت
البعثة أسباراً في
كل من تل
أبو حجيرة
/2 /، و /3/ المتوضعين
إلى الشمال
الغربي من تل
أبو حجيرة
/1/. حيث كشفت في تل أبو حجيرة /2/
الذي
يرتفع عن السهول
المحيطة به 5.3م
أبنية سكنية تعود
إلى الفترة الآشورية
الحديثة.
أما
في تل أبو حجيرة /3/ الذي
يرتفع عن السهول
المحيطة به 8م، فقد تعرفت
البعثة
على
عدة سويات أثرية
تعود إلى الفترة
الأشورية الحديثة، والفترة
الرومانية – البيزنطية،
وفترة
الحضارة العربية الإسلامية.
مخطط المعبد والمباني - فترة فجر السلالات الباكرة الثالثة.تل أبو حجيرة1
- المرجع : مائة وخمسون عاماً من البحث الأثري في الجزيرة السورية - دمشق 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق