- نتائج الأبحاث الأثرية لحملة إنقاذ آثار حوض الخابور:
يُعد مشروع ري حوض الخابور من أكبر المشاريع الاقتصادية الزراعية
في القطر العربي السوري بعد مشروع سد الفرات،كونه ضَّم ثلاثة سدود
كبيرة تروي مساحة 150 ألف هكتار من الأراضي الزراعية الممتدة من
مدينة رأس العين وحتى مدينة الصور، وذلك باستثمار كامل جريان نهر
الخابور التي تقدر ثروته المائية السنوية بـ 1.6 مليار م3 إضافة إلى
الثروة المائية الجوفية التي تقدر بـ 400 مليون م. 3
قبل البدء بتنفيذ هذه السدود التي ستغمر البحيرات الاصطناعية التي ستتشكل
نتيجة إنشاءها ما يزيد عن (60) موقعاً أثرياً. لذلك وجهت المديرية العامة
للآثار والمتاحف بدمشق نداءً عالمياً دعت فيه علماء الآثار من كافة أنحاء
العالم للإسهام في إنقاذ آثار حوض الخابور، واستجابة لهذا النداء حضر
إلى سورية العديد من البعثات الأثرية من مختلف دول العالم للتنقيب عن
الآثار في التلال المهددة بالغمر.
- نتائج الأبحاث الأثرية في المواقع التي غمرت نتيجة إنشاء سد الثامن من آذار:
يقع سد الثامن من آذار على بعد 12كم شمال غرب مدينة الحسكة،
نفذ بارتفاع 26م، وحجم تخزيني 232مليون م ,3 ومساحة بحيرته 3100 هكتار.
تمكنت البعثات الأثرية التي عملت في كل من: تل نص تل، وتل كشكوك (1-2-3-4)،
وتل أبو حجيرة، وتل أبو حفور، وتل جسعة غربي التي غمرت في مياه البحيرة الشرقية
من التوصل إلى نتائج هامة.
مخطط المواقع التي غمرت نتيجة إنشاء سد الثامن من آذار
* نتائج البحث الأثري في تل نص تل TELL NUS TELL:
يقع تل نص تل على الضفة اليمنى لوادي الرجلة نهر العويج،
وعلى بعد حوالي 27كم شمال غرب مدينة الحسكة، أبعاد التل
الرئيس 200×100 م، ويرتفع عن السهول المحيطة به 15 م ،
أما التل الثانوي - المدينة المنخفضة، فتبلغ مساحته 100×100م،
و يرتفع عن السهول المحيطة به 4 م.
مخطط لتل نص تل
بين عامي 1986-1989م عملت بعثة أثرية مشتركة من معهد الآثار
في الجامعة الأمريكية في بيروت والمعهد الأثري الفرنسي في دمشق
برئاسة د." هيلغا زيدن" ود."صوفي بيرتيه" في تل نص تل، وذلك بفتح
سبر في الجهة الشمالية منه بطول 20م، وعرض 5.1م، وتبين لها أن
الفترات التي تم استيطان الموقع فيها هي فترة أوروك بمراحلها الثلاث،
وفترة فجر السلالات الباكرة بمراحلها الثلاثة.
وقد تمّ الكشف في السوية العائدة إلى فترة أوروك عن عدة منازل، جدرانها
مبنية من اللبن بعرض 50سم، تتوضع على الأرض العذراء مباشرة.
وتم التعرف في السوية العائدة إلى فترة فجر السلالات الباكرة الثالثة
المتوضعة فوق السوية العائدة إلى فترة أوروك عن معالم معمارية لبلدة
كانت عامرة في بدايات الألف الثالث ق.م، وقد احتوت على منازل كبيرة
يفصلها عن بعضها البعض شارع عريض، وكانت جدرانها مبنية من اللبن
بعرض يتراوح بين 100-140سم، وعدة تنانير، وورشة عمل،
وقبر لفتاة شابة ضمَّ هيكلها العظمي، ودبابيس برونزية، و أقراط مصنوعة
من العظم، وخواتم مصنوعة من الزجاج و العظم، وطوق عنق مؤلف من
أكثر من 1000 خرزة، وكان العديد منها عبارة عن حجارة ملونة،
و أكثرها من زجاج براق أبيض أو فريت ,FRITTE وعلى ثلاث جرار
فخارية؛ اثنتان منها تعودان إلى فترة فجر السلالات الباكرة، والثالثة الصغيرة
تعود إلى فترة أوروك القديم. وعللت البعثة سبب وجود هذه الجرة ضمن
هذه السوية إلى أنه أثناء دفن الفتاة وُجدت هذه الجرة فتركوها في مكانها
ووضعوا معها جرتين تعودان إلى العصر الذي ينتمون إليه. كما أجرت
البعثة سبراً ذا أبعاد 2×3م، وعمق 1.5م في التل الثانوي- المدينة المنخفضة
- كشفت في داخله عن بقايا استيطان يعود إلى كل من الألف الثالث والثاني ق.م،
دلت عليه الكسر الفخارية التي تم العثور عليها. وقد توضعت فوقها بقايا منشآت
معمارية تعود إلى كل من الفترة الرومانية - البيزنطية، وإلى فترة الحضارة العربية
الإسلامية.
و بهدف معرفة تاريخ الزراعة وتطورها عبر العصور القديمة جمعت البعثة بقايا
نباتات من الموقع، وأجرت عليها تحليلاً مخبرياً فتبين أنها تحتوي على بذور
العدس والشعير، والقمح.
- المرجع : مائة وخمسون عاماً من البحث الأثري في الجزيرة السورية - دمشق 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق